الخميس، 10 يونيو 2010

استقبال شهر الرحمة



يحيى بن موسى الزهراني










سنة الله في خلقه ، حياة ثم ممات ، وحكمته في كونه ، قدوم وفوات ، واقتضت الجبلة الآدمية على بني البشر النقص والهفوات ، ولهذا شرع المولى الكريم ، مواسم تمسح الذنوب والآفات ، وتغسل الزلات ، وتزيل العثرات ، مواسم لجني الحسنات ، والتخفيف من السيئات ، ومن تلكم المواسم ، شهر رمضان المبارك ، الذي ينتظر قدومه المسلمون بكل لهف ، ويتأمله المؤمنون بكل شغف ، وكأني ألمحه على الأبواب ، فمرحباً بشهر رمضان ، فهكذا تُطوى الليالي والأيام ، وتتقلص الأعداد والأرقام ، وتنصرم الشهور والأعوام ، والناس قسمان ، قسم قضى نحبه ، مرتهن بعمله ، حسابه على ربه ، وقسم ينتظر ، فإذا بلغ الكتاب أجله ، فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ، فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ، وطوبى لمن صدقت نيته ، وطابت سجيته ، وحسنت طويته ، فكم من الناس من ينتظر شهر رمضان بلهفة وشوق ، لينهل من بركاته ، ويغترف من خيراته ، فهو المعين الدافق ، والنهر الخافق ، وعندما يقترب الشهر من زواره ، ويحل برواده ، تنقطع آجال أناس منهم ، ويبقى آخرون ، إن بلوغ رمضان لنعمة كبرى ، ومنة عظمى ، يقدرها حق قدرها ، الصالحون المشمرون ، فواجب على كل مسلم ومسلمة منَّ الله عليه ببلوغ شهر رمضان ، أن يغتنم الفرصة ، ويقطف الثمرة ، فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة ، وندامة لا تعدلها ندامة ، كيف لا وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في محاورته مع جبريل عليه السلام : " من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قل آمين ، فقلت آمين " [ أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن حبان والترمذي والطبراني بإسناد حسن ] ، إن من الناس اليوم من لا يرحب برمضان ، ولا يرغب بشهر الغفران ، لأنه يزجره عن المعاصي العظام ، ويحجزه عن الذنوب والآثام ، مع أن بلوغ شهر رمضان كانت أمنية نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول : " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلغنا رمضان " [ ] ، لقد كان السلف رحمهم الله يدعون ربهم ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان الماضي ، ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يبلغهم رمضان الحالي ، فأين الامتثال والاتباع والاقتداء ، أم أن أكثر الناس في غواية وغفلة وجفاء ؟






أمة الإسلام : في استقبال رمضان المبارك ، شهر البركة والرحمة يقول عليه الصلاة والسلام : " أتاكم رمضان ، سيد الشهور ، فمرحباً به وأهلاً " [ أخرجه البيهقي ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : " أتاكم شهر رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه برحمته ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم رحمة الله " [ أخرجه الطبراني ] ، رمضان شهر العبادة والطاعات ، شهر العفة والنقاء ، والطهر والصفاء ، رمضان شهر التوبة والصيام ، والصلاة والقيام ، رمضان شهر الجود والقرآن ، والإخبات والإحسان ، شهر التهجد والتراويح ، والأذكار والتسابيح ، له في قلوب الصالحين بهجة ، وفي قلوب العباد فرحة ، فنسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان ، ويكتبنا فيه من العتقاء من النيران ، في رمضان تسمو النفوس ، وتصفو القلوب ، وفيه تتجلى القوى الإيمانية ، والعزائم التعبدية ، يدع الناس فيه ما يشتهون ، ويصبرون عما يرغبون ، استجابة لربهم ، وامتثالاً لخالقهم ، وطاعة لمولاهم ، قال تعالى : " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ، يتركون الشراب والطعام ، ويتلذذون بطول القيام ، دموع تنهمر ، وزفرات تنتشر ، في رمضان تكثر التوبة ، وتنقشع الغشاوة ، في رمضان تصفد الشياطين والجنون ، وتسلسل المردة والمسترقون ، في رمضان تعويد على التحمل والصبر ، وتقبل للإساءة والزجر ، قال صلى الله عليه وسلم : " إذا كانت أول ليلة من رمضان ، فُتحت أبواب الجنة ، فلم يُغلق منها باب ، وغُلقت أبواب جهنم ، فلم يُفتح منها باب ، وصُفدت الشياطين ، وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .






اخوة الإيمان : شهر رمضان أفضل شهور العام ، لأن الله سبحانه وتعالى اختصّه بأن جعل صيامه فريضة ، وركناً رابعاً من أركان الإسلام ، ومبنىً من مبانيه العظام ، قال صلى الله عليه وسلم : " بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت " [ متفق عليه ] ، ولقد فرض الله سبحانه وتعالى على عباده صيام شهر رمضان وسنّ النبي صلى الله عليه وسلم قيام لياليه ، لأن فيها ليلة عظيمة خير من عبادة ثلاثة وثمانين سنة ، قال صلى الله عليه وسلم : " أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم " [ أخرجه النسائي وصححه الألباني ] ، وفي الحديث المتفق على صحته قال صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " ، فجدير بشهر هذه بعض أسراره ، وتلكم بعض خصاله ، أن يفرح به المتعبدون ، ويتنافس في خيراته المتنافسون .






أمة الصيام والقيام : من الناس من لا يعرف من رمضان إلا الموائد ، وصنوف المطاعم ، وأشكال المشارب ، يقضي نهاره نائماً ، ويقطع ليله هائماً ، سبحان الله جهلوا حكمة الله من الصيام ، إن الحكمة التي من أجلها شُرع الصيام هي التقوى ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " نعم اخوة الإيمان التقوى هي ميزان الأعمال ، يجوع الصائم وهو قادر على الطعام ، ويعطش وهو قادر على الشراب ، لا رقيب عليه إلا الله ، هنا يتحقق الإيمان ، وتظهر التقوى ، ألسنة صائمة عن الفحش والرفث ، وآذان صامة عن سماع الحرام من القول ، وأعين محفوظة عن النظر الحرام ، قلوب منكسرة مخبتة ، إلى الله ناظرة وجلة ، ثوابها عند الله ، قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة (حجاب) ، فإذا كان صوم يوم أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه " [ خرجه البخاري ومسلم ] .






أمة الإسلام : يُستقبل شهر رمضان بالتوبة النصوح ، وترك المحرمات ، والعودة إلى رب البريات ، يجب الإقلاع عن المعاصي في كل وقت وحين ، ولا سيما في شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران ، فأي خسارة يخسرها المرء عندما يدخل عليه رمضان ثم يخرج ولم يزدد فيه حسنة ، ولم يتقرب فيه من الله درجة ، لذلكم هو الخسران المبين ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أُغلق ، فلم يدخل منه أحد " [ أخرجه البخاري ومسلم ] فاحرص يا عبد الله أن تكون ممن يدخل من ذلك الباب يوم القيامة ، واحذر أن يغلق في وجهك ، فذلك هو الصغار والعار والشنار ، قال صلى الله عليه وسلم : " فإذا دخل آخرهم أُغلق ، من دخل شرب ، ومن شرب لم يظمأ " [ أخرجه ابن خزيمة وهو حديث حسن صحيح ] ، ما أعظم رمضان ، وما أروع هباته وعطاياه ، يصوم العبد امتثالاً لأمر ربه ، فتكون المكافأة جزيلة ، والعطية كبيرة ، أخرج الإمام أحمد وابن خزيمة بسند صحيح قوله صلى الله عليه وسلم : " الصيام جنة من النار ، كجنة أحدكم من القتال ، وصيام حسن ثلاثة أيام من كل شهر " ، ألا فأكرم بشهر رمضان والقرآن شفيعاً لصاحبه يوم القيامة ، وحجيجه من النار ، أخرج ابن أبي الدنيا وغيره بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيُشفعان " ، فاجتهدوا عباد الله في تلاوة كتاب الله ، آناء الله وأطراف النهار ، فالقرآن إما شاهد لك أو عليك ، قال تعالى : " وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " ، ثم اعلموا أيها الناس أن من أفطر يوماً من رمضان بلا عذر فقد تعرض للوعيد الشديد ، والعذاب الأكيد ، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بينما أنا نائم أتاني رجلان ، فأخذا بضبعي ،فأتيا بي جبلاً وعراً ، فقالا : اصعد ، فقلت : إني لا أطيقه ، فقال : إنا سنسهله لك ، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : هذا عواء أهل النار ، ثم أُنطلق بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دماً ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ـ أي الذين يفطرون قبل غروب الشمس ـ " [ أخرجه النسائي وابن حبان وابن خزيمة وصححه الألباني ] ، اخوة الإيمان : كتبت ما قلت وسمعتم ، فالخير ما وفقت إليه ، والشر ما أعرضت عنه ، والله نعم المولى ونعم النصير ، واستغفر الله أن أقول عليه بلا علم ، فاستغفروا ربكم إنه كان غفاراً .






اخوة الإيمان : نستقبل شهر رمضان بالعودة الصادقة إلى الله تعالى ، وهجر المنكرات ، وترك الصغائر والموبقات ، فعليكم بصلة الأرحام وبر الوالدين ، وإياكم وقطع الرحم ، وعقوق الوالدين ، فهي أعمال تؤدي على النار ، وغضب الواحد القهار ، استقبلوا شهركم بترك الدخان والخمور والمسكرات ، فهي المهلكات المدمرات ، وتجنبوا طرق الفساد ، وإيذاء العباد ، وإياكم والزنا والربا ، فهي الحرب على رب الأرض والسماء ، احذروا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، كي تنعموا بالأمن والأمان في الوطن ، هكذا فلنستقبل شهر رمضان المبارك ، ومن تقاعس عن التوبة فليتدارك .






أيها المسلمون : شهر رمضان ، شهر الخير والبر والنماء ، شهر الجود والكرم والعطاء ، فلا تنسوا إخوانكم الفقراء والمساكين ، والأرامل والمعوزين ، والأيتام والمحتاجين ، فمنهم من تمر عليه الليالي لا يجد لقمة يفطر عليها ، أو شربة يمسك بها ، وأنتم تتقلبون في نعم وخيرات ، وعطاياً وهبات ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، آتوهم من مال الله الذي آتاكم ، ولا تبخلوا ، فإنه من يبخل فإنما يبخل عن نفسه ، والله الغني وأنتم الفقراء ، إخوانكم الفقراء أمانة بين أيديكم ، يسألكم الله عنهم يوم القيامة ، فما أنتم قائلون ؟ فقر مدقع ، وجوع موجع ، وذل مفجع ، فاسألوا عنهم الثقات ، من الأئمة الأثبات ، فهناك الخبر اليقين ، والمرشد المعين .






أمة الإسلام : استقبلوا شهركم بالغبطة والفرح والسرور ، وترك مواطن الشرور ، والعودة إلى علام الغيوب ، وستار العيوب ، وتأملوا رحمكم الله أوضاع الدول حولكم ، وما حل بها من خراب ودمار ، حروب طاحنة ، فيضانات عارمة ، أعاصير جاثية ، رياح عاتية ، براكين مدمرة ، زلازل مهلكة ، أمراض فتاكة ، ويلات ونكبات ، فتن ومحن ، ليس لها من دون الله كاشفة ، أمعنوا النظر ، كيف وقع غضب الله تعالى بمن عصاه ، وترك أمره واتبع هواه ، أرض خضراء يانعة ، وقصر مشيد ، أصبحت بعد العمار دماراً ، وبعد العين أثراً ، عقوبة من الله لعباده إذا تركوا أمره ، وارتكبوا نهيه وزجره ، فكانت العاقبة : " وضرب مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " ، فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ، واتقوا الله عباد الله ، واحذروا مواطن سخطه ومقته ، وتجنبوا طرق غضبه وعذابه ، إن عذاب ربك كان محذوراً ، هذا وصلوا وسلموا على النبي محمداً ، فقد أمركم بذلك ربكم جل وعلا ، فقال قولاً كريماً حكيماً : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد ، وعلى الخلفاء الراشدين ، الأربعة المهديين ، وعلى جميع الصحابة والتابعين ، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم بلغنا شهر رمضان ، واجعلنا فيه من العتقاء من النيران ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين ، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك ، وأيده بتأييدك ، واجعل عمله في رضاك يارب العالمين ، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ، اللهم عليك باليهود والنصارى ، اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحداً ، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، وأدخلنا الجنة مع الأبرار ، يا عزيز يا غفار ، عباد الله : نعم الله عليكم تترا ، وخيراته شتى ، فاشكروا ربكم على نعمه يزدكم ، واحمدوه على خيراته يعطكم ، واذكروه في كل أحوالكم يتولاكم ، فلله الحمد من قبل ومن بعد ، والصلاة والسلام على خير المرسلين ، وأقم الصلاة ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .










ماذا أعددت لرمضان

أخي المسلم أختي المسلمة ..








ربما لا يكون العنوان مشجعاً للقراءة، فدائماً وفي كل عام مع اقتراب شهر رمضان المبارك يبدأ الواعظون وأهل العلم في الحديث عن فضل رمضان والخير الذي فيه، ويدعون إلى الصلاة والصدقة وقراءة القرآن و .... إلخ.






وهذه المواضيع لا تشد أغلبنا لقراءتها ، فكلنا يعرف فضل رمضان والأجر الذي فيه، وأغلبنا يعرف ما هي مفسدات الصوم والأشياء التي تنقص من أجر الصائم. ولكن، اسمح لي أن أدعوك لقراءة ما سأكتب ..






أستحلفك بالله أن تغصب هذه النفس الأمارة بالسوء وتلزمها لقراءة ما سأكتب حتى النهاية؛ فالذكرى تنفع المؤمنين، وربما يكون في ذلك نوراً لك في قبر ضاقت عليك أركانه بعد موتك، وربما يكون فيه نجاة لك في يوم لا ملجأ من الله إلا إليه !!






أخي الحبيب .. أختي الكريمه، ماذا أعددت لرمضان ؟






هل ذهبت إلى السوق واشتريت الأطعمة والمشروبات التي سوف تتمتع بأكلها طوال هذا الشهر؟


أم أنك اخترت بعناية فائقة المسلسلات والكوميديا التي أعجبتك ونظمت وقتك لمشاهدتها؟ أم أنك مستعد للسهر واللهو في إحدى خيام الأنس والطرب التي تنتشر في بلادنا لإحياء ليالي شهر رمضان؟


أم أنك اتفقت مع أصدقائك على قضاء الليل في الحديث وتدخين الشيشة ولعب الكوتشينه ؟!؟!؟






بالله عليك أجبني .. ماذا أعددت لرمضان ؟






هل أنت واحد من هؤلاء الذين يكون رمضانهم في طعام وشراب وسهر ولعب وفساد ونوم في النهار، وعبث طوال الليل؟






أجبني ولا تخجل ، لا تكذب ، لا تخادع نفسك .. لا تتوهم الصلاح وتكون من أولئك الذين قال الله عنهم : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [سورة الكهف: 103-104]






إذا كنت منهم فتذكر أخي المسلم أنه سيأتي اليوم الذي ستزال الغشاوة من على عينيك، وينتزع فيه الموت روحك من كل عرق بلا رأفة ولا رحمة، تذكر اللحظة التي يغسلونك فيها، ويكفنونك ويضعونك في حفرة ضيقة، ويهيلون عليك التراب ويذهبون، وتبقى وحيداً ليخرج لك الثعبان الأقرع؛ لأنك كنت تضيع الصلوات، وترى هناك نار جهنم تضطرم ويشتد سعيرها، وهي تنادي ربها أن يقربها منك، ستبكي وتبكي وتبكي وتطلب الرحمة.. ولكن، لن يسمعك أحد؛ فهذا ما اقترفت يداك، وهذا ما زرعت لنفسك، ولتحصد تضييع أغلى ليالي عمرك ..


إنها ليالي شهر رمضان المبارك التي كنت تقضيها في الفساد والرذيلة واكتساب الآثام !!






ماذا ستقول لله سبحانه وتعالى عندما يسألك عن رمضان ؟ كيف سترد على قدمك التي تشهد عليك وأنت تمشي للحرام؟ ماذا سترد على لسانك الذي ينطق ويقول أمام رب العالمين أنك كنت تغتاب وتكذب، وتسب وتغني طوال أيام وليالي الشهر الفضيل؟ كيف ستتكلم، وعملك الأسود يكون حاضراً ليفضحك، وتذكر أن يومها لن تجدي الأعذار ولن يفيد الكذب .. آآآه .. كيف سيكون موقفك وشهر رمضان يخرج ليتكلم والقرآن يظهر ويصرخ معه، والصلاة تخرج إلى ربها لينادوا جميعاً، فيقولون لك: ضيعك الله كما ضيعتنا!!؟






أخي المسلم أختي المسلمة ...






ماذا أعددت لرمضان ؟






سؤال يجب أن تجد له إجابة صادقة، ولابد أن تلتزم بها قبل أن يمضي رمضان هذا كما مضى سابقه، وأنت تتخبط في المعاصي والذنوب، وتفوّت الصلوات، وترتكب الكبائر، وتعصي الله سبحانه وتعالى سراً وعلانية !!






هل ستلتزم بصلاتك وتحافظ عليها مع الجماعة ؟


هل ستمشي في ظلام الليل لتصلي صلاة الفجر في المسجد ؟






هل ستكسب حسنة في كل خطوة تخطوها قدمك إلى المسجد، أم أنك ستفضل البقاء على السرير نائماً أو أمام شاشات التلفزيون متسمراً، تشاهد الكاسيات العاريات وتضحك على نفسك، لتبكي في يوم تفارق فيه الأهل والخلان وتكون من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة !!






هل ستقرأ القرآن كاملاً طوال أيام الشهر ؟


ربما تقرأ في أول يومين أو ثلاثة وبعدها لا يبقى عندك وقت للقراءة .. أليس هذا ما يحدث ؟!؟


في كل سنة تقول أنك ستقرأ وستحافظ على التلاوة وستقرأ في كل يوم جزءاً لتختم القرآن في آخر الشهر وبعدها تقرأ الأيام الأولى فقط ليغطي القرآن الغبار حتى السنة القادمة ..






أليس هذا صحيحاً ؟!؟!


هل تريد أن تكون ممن هجروا القرآن واستبدلوه بالأغاني الماجنة، والأفلام الساقطة، والمجلات الخليعة التي تدخل كل بيت ؟!؟!؟






هل ستتصدق على الفقراء والمساكين الذين يطرقون أبواب بيتك؟ أم أنك ستتطردهم لأنهم مجموعة من الدجالين الذين يحتالون على أصحاب الأيدي الكريمة أمثالنا ؟!؟ هل ستصغي إلى الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وغيرك من ضعاف النفوس، الذين يبخلون بالدرهم في سبيل الله بينما يضيعون مئات وآلاف الدراهم في الحرام ؟!؟






أخي العزيز .. استيقظ .. أنت في دنيا فانية، زائلة، حقيرة .. نعم سوف تموت غداً ولن ينفعك علاج الطبيب ولن يفيدك بكاء الحبيب .. استيقظ يا صاحبي فلن تأخذ معك أموالاً جمعتها ولن تنفعك بيوت عمرتها .. ستأخذ معك الحنط والكفن وستنتهي إلى دنيا جديدة تصطك عليك فيها جدران قبرك، وتجد ما عملته في دنياك حاضراً ينتظرك .. القرآن الذي هجرته، والصلاة التي ضيعتها، والفقيرة التي بخلت عليها، ورمضان الذي فسقت فيه و ..... كل شيء، ستجد كل شيء محضراً، وستشهد عليك جوارحك ولا يظلم ربك أحدا !!






رمضان أقبل فاغتنمه وأنت لا تدري فربما لا تعيش حتى رمضان القادم، بل ربما لا تكمل معنا رمضان هذا .. من يدري؟ فربما تموت وأنت تقرأ كلامي هذا .. اغتنم رمضان وسابق فيه إلى الطاعة، وعُد إلى الله سبحانه وتعالى وستجده فرحاً سعيداً بعودتك إليه ولا تكن ممن يعرضون على جهنم فيحرقون فيها .. وكلما نضجت جلودهم أبدلوهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب حيث قال سبحانه وتعالى :






{ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه } [سورة الكهف:57]، وقال تعالى : { إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها ، وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ، بئس الشراب وساءت مرتفقا } [سورة الكهف:29]






ماذا أعددت لرمضان ؟






إذا كنت لا تعرف فأعدد له الطاعات والخيرات، وأبوابها أوسع مما تتصور، وخذ شهر رمضان بكرم طاعتك، ولا تقابله بسوء معصيتك .. إقرأ القرآن واجعله نوراً يضيء قبرك بعد الموت، وشاهداً يشهد لك يوم تلقى الله .. أخي المسلم داوم على صلاة الجماعة، وتعرف على الصحبة الطيبة فهي التي ستثبتك على الطريق الصحيح .. طريق الجنة التي تبحث عنها. إبتعد عن فاحش القول وأذية الناس، وأحسن معاملة والديك وجارك وإخوتك، ولا ترهق خادمك، وانصح أهلك وأصحابك وادعهم إلى طريق الرشاد، اشتري المصاحف وأهدها للناس؛ فتشاركهم أجر قراءة القرآن، تصدق على الفقراء والمساكين ولا تبخل بدرهم في سبيل الله، ضع الدراهم في صناديق الجمعيات الخيرية واحتسب الأجر عند الله، صلِ ركعتين في منتصف الليل؛ عسى أن يغفر لك الحي الذي لا ينام، عامل الناس معاملة حسنة وفي هذا محبتهم وصدقة لله سبحانه وتعالى .. صِل رحمك الذين قطعتهم، وسامح من أخطأ في حقك، واستغفر لذنبك ولسائر المسلمين .. أعف لسانك عن الكذب، وعينك عن الحرام، وأذنك عن سماع الأغاني، وقلبك عن الحسد والضغينة، ويدك عن الخطيئة، وقدمك من السير إلى أماكن اللهو والفساد ..






أخي المسلم .. أختي المسلمة .... أبواب الخير واسعة، وأبواب الشر واسعة أيضاً.. فأيهما تختار يا ذا العقل الرشيد؟ جنة عرضها كعرض السموات والأرض، أم نار حانقة غاضبة تقول: هل من مزيد ؟!؟!؟






وأخيراً أرجع وأقول لك من جديد .. ماذا أعددت لرمضان ؟





السبت، 5 يونيو 2010

33 سبباً للخشوع في الصلاة

أولاً: الحرص على ما يجلب الخشوع ويقويه:







1- الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها: ويحصل ذلك بأمور منها الترديد مع المؤذن والإتيان بالدعاء المشروع بعده ، والدعاء بين الأذان والإقامة، وإحسان الوضوء والتسمية قبله والذكر والدعاء بعده. والاعتناء بالسواك وأخذ الزينة باللباس الحسن النظيف، و التبكير والمشي إلى المسجد بسكينة ووقار وانتظار الصلاة، وكذلك تسوية الصفوف والتراص فيها .






2- الطمأنينة في الصلاة: كان النبي يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.






3- تذكر الموت في الصلاة: لقوله : { اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريّ أن يحسن صلاته، وصلّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها }.






4- تدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها: ولا يحصل التدبر إلا بالعلم بمعنى ما يقرأ فيستطيع التفكّر فينتج الدمع والتأثر قال الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً [الفرقان:73].






* و مما يعين على التدبر التفاعل مع الآيات بالتسبيح عند المرور بآيات التسبيح و التعوذ عند المرور بآيات التعوذ..وهكذا.






* ومن التجاوب مع الآيات التأمين بعد الفاتحة وفيه أجر عظيم، قال رسول الله : { إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنُوا فإنه مَن وافق تأمِينُهُ تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه البخاري]، وكذلك التجاوب مع الإمام في قوله سمع الله لمن حمده، فيقول المأموم: ربنا ولك الحمد وفيه أجر عظيم أيضا.






5- أن يقطّع قراءته آيةً آية: وذلك أدعى للفهم والتدبر وهي سنة النبي ، فكانت قراءته مفسرة حرفا حرفا.






6- ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها: لقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [المزمل:4]، ولقوله : { زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا } [أخرجه الحاكم].






7- أن يعلم أن الله يُجيبه في صلاته: قال : { قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجّدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل }.






8- الصلاة إلى سترة والدنو منها: من الأمور المفيدة لتحصيل الخشوع في الصلاة الاهتمام بالسترة والصلاة إليها، وللدنو من السترة فوائد منها:






* كف البصر عما وراءه، و منع من يجتاز بقربه... و منع الشيطان من المرور أو التعرض لإفساد الصلاة قال عليه الصلاة والسلام: { إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها حتى لا يقطع الشيطان عليه صلاته } [رواه أبو داود].






9- وضع اليمنى على اليسرى على الصّدر: كان النبي إذا قام في الصلاة وضع يده اليمنى على اليسرى و كان يضعهما على الصدر ، و الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع.






10- النظر إلى موضع السجود: لما ورد عن عائشة أن رسول الله إذا صلى طأطأ رأسه و رمى ببصره نحو الأرض، أما إذا جلس للتشهد فإنه ينظر إلى أصبعه المشيرة وهو يحركها كما صح عنه .






11- تحريك السبابة: قال النبي : { لهي أشد على الشيطان من الحديد }، و الإشارة بالسبابة تذكّر العبد بوحدانية الله تعالى والإخلاص في العبادة وهذا أعظم شيء يكرهه الشيطان نعوذ بالله منه.






12- التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة: وهذا يُشعر المصلي بتجدد المعاني، ويفيده ورود المضامين المتعددة للآيات والأذكار فالتنويع من السنّة وأكمل في الخشوع.






13- أن يأتي بسجود التلاوة إذا مرّ بموضعه: قال تعالى: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً [الإسراء:109]، وقال تعالى: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً [مريم:58]، قال رسول الله : { إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار } [رواه مسلم].






14- الاستعاذة بالله من الشيطان: الشيطان عدو لنا ومن عداوته قيامه بالوسوسة للمصلي كي يذهب خشوعه ويلبِّس عليه صلاته. و الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى، أراد قطع الطريق عليه، فينبغي للعبد أن يثبت و يصبر، ويلازم ماهو فيه من الذكر و الصلاة و لا يضجر فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء:76].






15- التأمل في حال السلف في صلاتهم: كان علي بن أبي طالب إذا حضرت الصلاة يتزلزل و يتلون وجهه، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملتُها. و كان سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته.






16- معرفة مزايا الخشوع في الصلاة: ومنها قوله : { ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، و ذلك الدهر كله } [رواه مسلم].






17- الاجتهاد بالدعاء في مواضعه في الصلاة وخصوصا في السجود: قال تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً [الأعراف:55]، وقال نبينا الكريم: { أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء } [رواه مسلم].






18- الأذكار الواردة بعد الصلاة: فإنه مما يعين على تثبيت أثر الخشوع في القلب وما حصل من بركة الصلاة.










ثانياً: دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع وتكدِّر صفوه:






19- إزالة ما يشغل المصلي من المكان: عن أنس قال: كان قِرام ( ستر فيه نقش وقيل ثوب ملوّن ) لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي : { أميطي - أزيلي - عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي } [رواه البخاري].






20- أن لا يصلي في ثوب فيه نقوش أو كتابات أو ألوان أو تصاوير تشغل المصلي: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قام النبي الله يصلي في خميصة ذات أعلام - وهو كساء مخطط ومربّع - فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال: { اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة و أتوني بأنبجانيّه - وهي كساء ليس فيه تخطيط ولا تطريز ولا أعلام -، فإنها ألهتني آنفا في صلاتي } [رواه مسلم].






21- أن لا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه: قال : { لا صلاة بحضرة طعام } [رواه مسلم].






22- أن لا يصلي وهو حاقن أو حاقب: لاشكّ أن مما ينافي الخشوع أن يصلي الشخص وقد حصره البول أو الغائط، ولذلك نهى رسول الله أن يصلي الرجل و هو حاقن: أي الحابس البول، أوحاقب: و هو الحابس للغائط، قال اصلى الله عليه وسلم: { لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان } [صحيح مسلم]، وهذه المدافعة بلا ريب تذهب بالخشوع. ويشمل هذا الحكم أيضا مدافعة الريح.






23- أن لا يصلي وقد غلبه النّعاس: عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله : { إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقول } [رواه البخاري].






24- أن لا يصلي خلف المتحدث أو النائم: لأن النبي نهى عن ذلك فقال: { لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث } لأن المتحدث يلهي بحديثه، ويشغل المصلي عن صلاته.والنائم قد يبدو منه ما يلهي المصلي عن صلاته. فإذا أُمن ذلك فلا تُكره الصلاة خلف النائم والله أعلم.






25- عدم الانشغال بتسوية الحصى: روى البخاري رحمه الله تعالى عن معيقيب رضي الله عنه: { أن النبي قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال: إن كنت فاعلا فواحدة } والعلة في هذا النهي ؛ المحافظة على الخشوع ولئلا يكثر العمل في الصلاة. والأَولى إذا كان موضع سجوده يحتاج إلى تسوية فليسوه قبل الدخول في الصلاة.






26- عدم التشويش بالقراءة على الآخرين: قال رسول الله : { ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة } أو قال ( في الصلاة ) [رواه أبو داود].






27- ترك الالتفات في الصلاة: لحديث أبي ذر قال: قال رسول الله : { لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه } وقد سئل رسول الله عن الالتفات في الصلاة فقال: { اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد } [رواه البخاري].






28- عدم رفع البصر إلى السماء: وقد ورد النهي عن ذلك والوعيد على فعله في قوله : { إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء } [رواه أحمد]، واشتد نهي النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك حتى قال: { لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم } [رواه البخاري].






29- أن لا يبصق أمامه في الصلاة: لأنه مما ينافي الخشوع في الصلاة والأدب مع الله لقوله : { إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَل وجهه فإن الله قِبَل وجهه إذا صلى } [رواه البخاري].






30- مجاهدة التثاؤب في الصلاة: قال رسول الله : { إذا تثاءَب أحدُكم في الصلاة فليكظِم ما استطاع فإن الشيطان يدخل } [رواه مسلم].






31- عدم الاختصار في الصلاة: عن أبي هريرة قال: { نهى رسول الله عن الاختصار في الصلاة } والاختصار هو أن يضع يديه على الخصر.






32- ترك السدل في الصلاة: لما ورد أن رسول الله : { نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه } [رواه أبو داود] والسدل ؛ إرسال الثوب حتى يصيب الأرض.






33- ترك التشبه بالبهائم: فقد نهى رسول الله في الصلاة عن ثلاث: عن نقر الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان البعير، وإبطان البعير: يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا يُغير مناخه فيوطنه.






هذا ما تيسر ذكره من الأسباب الجالبة للخشوع لتحصيلها والأسباب المشغلة عنه لتلافيها.






والحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد.


إحياءسنن الحبيب المصطفى

بسم الله لرحمن الرحيم

التصبح بسبع تمرات عجوة


يدفع الإصابة بالسحر أو السم- بإذن الله تعالى.







قال رسول الله ( من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر )

متفق عليه

ما ورد من أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلّى سنة الفجر يضطجع ، ثم يُؤذنه بلال للصلاة فيقوم




ويصلي.....





قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلّى أحدكم فليضطجع على يمينه ) رواه الترمذي رقم 420 وهو في صحيح الجامع 642




قراءة سورة الإخلاص ، والمعوذتين قبل النوم



عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما: (( قل هو الله أحد )) و (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات. [ رواه البخاري: 5017]



النوم على وضوء



قـال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للبراء بن عازب رضي الله عنه : (( إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن... الحديث )) [ متفق عليه:6311-6882]


اتعرفين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ماذا كان يقول أثناء صعوده وهبوطه السلم:



عند صعوده كان يكبر: الله أكبر الله أكبر



وعند النزول كان يسبح : سبحان الله سبحان الله



عن جابر رضى الله عنه قال:كنا إذذا صعدنا كبرنا وغذا نزلنا سبحنا( رواه البخارى)



وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علو الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا ( رواه أبو داود بإسناد صحيح)




من السنن المهجورة : السواك



يستحب استعمال السواك



عند الوضوء



وعند الصلاة



وعند القيام من النوم



وعند دخول البيت



لورود العديد من الأحاديث الدالة على ذلك ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :



(( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ))

 
الحجامة سنة عن الرسول لقوله


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي ) . رواه البخارى



من السنن الغائبة كذلك: نفض الفراش 3 مرات قبل النوم








النفض ثلاث مرات على الفِراش قبل أن ننام هذه سنه يهجرها كثير من الناس والنفض على الفِراش فيه إعجاز علمي لقد أثبت العلماء والشيوخ الأفاضل أن الإنسان حين ينام إلى فراشه يموت في جسم الإنسان خلايا فتسقط على فراشه وحينما يستيقظ الإنسان تبقى الخلايا موجودة في فراشه وعندما ينام مره أخرى تسقط خلايا مره أخرى فتتأكسد هذه الخلايا فتدخل في جسم الإنسان فتسبب له أمراض والعياذ بالله وهذه الخلايا لا ترى إلا بمجاهر ..



حاول الغربيون حل هذه المشكله فقاموا بغسل هذه الفرش بمواد منظفه لكن دون جدوى



استخدموا جميع المنظفات لكن لم تتحرك هذه الخلايا ..



فقام أحد العلماء الغربيون بنفض هذه الخلايا بيده ثلاث مرات.. فإذا بالخلايا تختفي ..



ففرح هذا العالم أنه اكتشف كيف يزيل هذه الخلايا من الفراش عن طريق نفض الفراش ثلاث مرات فرد عليه رجل مسلم قال إن الرسول قد قالها من قبل :



(إذا أوى أحدكم إلى فِراشه فلينفض فراشه بداخله إزاره فإنه لا يدري ماخلفه عليه....)



لأن كثير من الناس يعتقد أنه ينفض فراشِه ليبعد الحشرات عليها..

من سنن الرسول عليه افضل الصلاة و التسليم تعجيل الفطور في الصيام عن ابي هريرة رضي الله عنه قال؛قال رسول الله **قال الله عز و جل **احب عبادي الي اعجلهم فطرا***رواه الترمذي




الاستئذان قبل الدخول ثلاثاً: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( الاستئذان ثلاثٌ، فإن أُذن لك، و إلا فارجع )) [ متفق عليه:6245- 5633 ] .



التبسم: عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )) [ رواه مسلم: 6690 ] .



إعلام الرجل أخيه أنه يحبه : عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا أحب أحدكم أخاه ، فليُعْلِمه أنه يحبه )) [ رواه أحمد: 16303 ] .





معاونة الأهل في أعمال المنزل: عن الأسود قال: سَألتُ عائشة ـ رضي الله عنها ـ ما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصنع في بيته؟ قالت: (( كان يكون في مهنة أهله (أي: خدمتهم) ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة )) [ رواه البخاري: 676 ] .



إزالة الأذى عن الطريق: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غُصن شوك على الطريق ، فأخره ، فشكر الله له ، فغفر له )) [ رواه مسلم: 4940]







كفالة اليتيم: عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا )) . و قال بإصبعيه السبابة والوسطى.[ رواه البخاري: 6005


من السنة دعاء الاخ لاخيه بظهر الغيب


قال رسول الله"اسرع الدعاء اجابة دعوة غائب لغائب"



ما يقوله الصاحب لصاحبة اذا راى عليه ثوب جديد

"البس جديدا،وعش حميدا،ومت شهيدا سعيدا،"



من السنة ان نقول عند النظر فى المرآة

"الحمد لله اللهم كما حسنت خلقى فحسن خلقى"



من منكم تسمع عن صلاة التسابيح

انا اقولكم عليها

صلاة التسابيح ممكن ان تصلى مرة فى العمر

عن عكرمة،عن ابن عباس،قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب:

"يا عباس ،يا عماه،الا اعطيك ،الا امنحك،الا احبوك:الا افعل بك عشر خصال،

اذا انت فعلت ذلك،غفر الله ذنبك اوله واخره،وقديمة وحديثه،وخطأه وعمده،وصغيره وكبيره،وسره وعلانيته،عشر خصال؛ان تصلى اربع ركعات،تقرأفى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة،

فإذا فرغت من القراءة فى اول ركعة،فقل، وانت قائم :سبحان الله، والحمد لله ،ولا اله الا الله ،

والله اكبر ، خمس عشرة مرة،ثم تركع،فتقول وانت راكع ،عشرا، ثم ترفع راسك من الركوع، فتقولها عشرا ، ثم تسجد ، فتقولها عشرا ، ثم ترفع راسك من السجود ،فتقولها عشرا ،ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع راسك من السجود فتقولها عشرا ، فذلك خمس وسبعون فى كل ركعة ، تغعل ذلك فى اربع ركعات، وإن استطعت ان تصليها فى كل يوم مرة، فافعل ،فإن لم تستطع ، ففى كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ، ففى كل سنة مرة ،فإن لم تفعل ففى عمرك مرة "

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

رواه ابو داود،وابن ماجة ،وابن خزيمة فى صحيحه ،والطبرانى


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :




المصافحة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غفر لهما قبل ان يتفرقا)

التيامن:

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن ما استطاع فى طهوره وتنعله وترجله وفى شانه كله )



تشميت العاطس: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا عطس أحدُكُم فليقل: الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله. فإذا قال له: يرحمك الله ، فليقل: يهديكم اللهُ ويُصْلِحُ بالكم )) [ رواه البخاري: 6224 ]




- الدعاء للمريض: عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على رجل يعوده ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( لا بأس طهور ، إن شاء الله )) [ رواه البخاري: 5662]



- وضع اليد على موضع الألم ، مع الدعاء: عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ، أنه شكا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعًا، يجده في جسده مُنذ أسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: باسم الله ، ثلاثًا ، وقل سبع مرات: أعوذُ بالله وقدرتهِ من شَر ما أجد وأُحَاذر )) [ رواه مسلم: 5737 ]



- الدعاء عند سماع صياح الديك ، والتعوذ عند سماع نهيق الحمار: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت مَلَكًا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطانًا )) [ متفق عليه:3303 - 6920 ] .



-الدعـاء عند نزول المطر: عن عـائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا رأى المطر قال: (( اللهم صيبًا نافعًا )) [ رواه البخاري: 1032 ] .


الصلاة إلى سترة :


عن أبي سعيد قال : قال صلى الله عليه و سلم : (إذا صلى أحدكم فليصلي إلى سترة، و ليدن منها، و لا يدع أحدًا يمر بين يديه؛ فإن جاء أحد يمرُّ فليقاتله فإنه شيطان) في صحيح إبي داود

و قال : ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان ) رواه البخاري في صحيحه .

و قال: (إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدنو منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته)

و قد ورد في الأثر عن سهل بن سعد رضي الله : (أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا صلى كان بينه وبين سترته ممرُّ شاةٍ)أخرجه البخاري في صحيحه..



وعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما ان النبي صلى اله عليه وسلم

كان يركز الحربة فيصلي اليها,


(السلام على المصلي ).




وردّ السلام من المصلي بالإشارة .



ودليله حديث صهيب رضي الله عنه قال : مررت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي يصلي فسلمت عليه ، فرد إشارة . قال : ولا أعلمه إلا قال : إشارة بأصبعه . أخرجه الخمسة إلا ابن ماجه . وصححه الألباني .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قلت لبلال : كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرد عليهم حين يسلمون عليه وهو في الصلاة ؟ قال : كان يشير بيده . أخرجه الخمسة . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .



ركعتى الضحى


كثير منا يغفل عنها

ايه رأيكم لو نحيي سنة الحبيب المصطفى فى صلاتها فقد جاء فيها:





أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام .

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1981



في الإنسان ثلثمائة وستون مفصلا فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة . قالوا : ومن يطيق ذلك يا نبي الله ؟ قال : النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تجد فركعتا الضحى تجزئك

الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5242

إرخاء ذيل النساء شبراً إلى ذراع




وهذه من السنن المهجورة حتى عند إماء الله اللاتي التزمن بزي المرأة المسلمة ( الجلباب)

عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلمحين ذكر الإزار : فالمرأة يارسول الله ؟ قال : ( ترخي شبراً . فقالت أم سلمة : إذا ينكشف عنها . قال : ( فذراعاً ، لاتزيد عليه ) .صحيح الموطأ وأبوداود.



عن يونس بن أبي خالد قال : كان يؤمر أن تجعل المرأة ذيلها ذراعاًَ .ابن أبي شيبة 24894


قرار المرأة في بيتها






ومن هدي نساء السلف الصالحات القرار في منزلهن , والمبالغة في التستر , وعدم الخروج إلا لحاجة , وذلك لسلامة المجتمع من فتنة النساء , والتي تعد من أشد الفتن .

قال تعالى : (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) سورة الأحزاب 33

قال ابن كثير : أي ألزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة .





عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن المرأة تقبل في صورة شيطان , وتدبر في صورة شيطان , فإذا أبصر أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله , فإن ذلك يرد مافي نفسه )) رواه مسلم وأبو داود.

وفي الحديث : (( أن المرأة عورة , فإذا خرجت استشرفها الشيطان . وأقرب ماتكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها )) .رجاله ثقات ابن خزيمة والترمذي.

قيل لسودة رضي الله عنها : لم لا تخرجين ولا تعتمرين ؟

قالت : قد حججت واعتمرت , وأمرني الله أن أقر في بيتي . فما خرجت حتى أخرجت جنازتها .

وفي رواية : فما حجت زينب ولا سودة وقالتا : لا تحركنا دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .أحمد وأبو داود بسند صحيح


لاتتعطر المرأة إذا خرجت لحاجة.


وحدث عن هذه البلية في مجتمع المسلمات , بل وهن ذاهبات للمسجد الحرام , فضلاً عن بقية المساجد .

عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كل عين زانية , والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي زانية )).

وفي رواية (( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا منها ريحاً فهي زانية ))صحيح أبوداود وأحمد والترمذي والنسائي

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( طيب الرجال ماظهر ريحه وخفي لونه , وطيب النساء ماظهر لونه وخفي ريحه ))سنده صحيح أحمد وأبوداود.

عن يحيى بن جعدة : أن عمر بن الخطاب خرجت امرأة في عهده متطيبة , فوجد ريحها فعلاها بالدرة , ثم قال : تخرجن متطيبات فيجد الرجال ريحكن , وإنما قلوب الرجال عند أنوفهم , اخرجن تفلات .سنده صحيح عبدالرزاق 4/370

عن عطاء قال : كان ينهى أن تطيب المرأة وتزين ثم تخرج .





عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : استقبلته امرأة يفوح طيبها , لذيلها إعصار , فقال لها : ياأمة الجبار أنى جئت ؟ قالت من المسجد , قال : آلله تطيبت ؟ قالت نعم , قال : فارجعي , فإني سمعت حبيبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : لايقبل الله صلاة امرأة تطيبت لهذا المسجد حتى تغتسل كغسلها من الجنابة . رواه ابن ماجه.

عن عبيد بن بزيد بن سراقة : عن أمه أنها أرسلت إلى حفصة وهي أختها تسألها عن الطيب , وأرادت أن تخرج , فقالت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : إنما الطيب للفراش .عبدالرزاق 8113





قال عبد الله بن مسعود : لأن أزاحم جملاً قد طلي قطراناً أحب إلي من أن أزاحم امرأة متعطرة .عبدالرزاق 8114

عن إبراهيم قال : طاف عمر بن الخطاب في صفوف النساء فوجد ريحاً طيبة من رأس امرأة , فقال : لو أعلم أيتكن هي لفعلت ولفعلت . لتطيب إحداكن لزوجها , فإذا



خرجت لبست أطمار وليدتها . قال : فبلغني أن المرأة التي كانت تطيب بالت في ثيابها من الفرق . سنده صحيح





عن ابن مسعود : أنه وجد من امرأته ريح مجمر وهي بمكة , فأقسم عليها ألا تخرج تلك الليلة .ابن أبي شيبة

إذا خرجت المرأة فلا تمش في وسط الطريق

وهذه السنة غيّرت عند النساء , فأصبحن يسرن وسط الطريق , وليس للرجال إلا حافات الطريق ابتعاداً من الفتنة !

عن أبي أسيد الأنصاري : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال بالنساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء :

(( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضنّ الطريق , عليكن بحافات الطريق ))سنده صحيح أبو داود

قال أبو أسيد : فكانت المرأة تلصق بالجدار , حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به .


خروج النساء للمساجد ليلاً فقط :






هذه السنة للمبالغة في ستر المرأة , فكانت النساء في الزمن الأول لايخرجن إلا بالليل فقط .





وفي زماننا هذا قد هجرت تلك السنة حتى حل محلها بدعة خطيرة , ألا وهي انتشار النساء في شوارع المسلمين ومساجدهم بالليل والنهار , ولغير ضرورة , إلا التفكه , والترويح وضياع الأوقات , وضياع الأموال في الأسواق , وفتنة الرجال .



وانتشرت بدعة أخرى وبخاصة في مساجد بعض البلاد الإسلامية أعادها الله للكتاب والسنة , ألا وهي إعطاء الدروس من النساء للنساء في المساجد , وفي الغالب تحدث الفتن بسبب جهل التي تدرس , أو بسبب دخولها في أبواب من العلم قد كان عمر رضي الله عنه يجمع أهل بدر لمثلها , وأصبحت هذه المرأة تحكم في بيوت المسلمين بفتاواها . بل من العجب أن يصدر بعض جهلة الرجال عن فتواها , وأصبح المسجد حجة لخروج المرأة من بيتها .

ومن العجب أن تسافر المرأة من بلد إلى بلد بحجة أنها تلقي بعض الدروس , أو تسمعها من الشيخ فلان , وربما سافرت بلا محرم . والله المستعان .





وقد وردت نصوص في خروج المرأة للمساجد مقيدة بالليل , والثابت من فعل الصحابيات أنهنّ كنّ يخرجن لصلاتي الصبح والعشاء فقط .





وإليك بعض النصوص الواردة في ذلك :

* عن ابن عمر قال : كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد , فقيل لها : لم تخرجين وقد تعلمبن أن عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت : وما يمنعه أن ينهاني ؟ قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتمنعوا إماء الله مساجد الله) البخاري ومسلم.

* وعن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد)البخاري ومسلم.

وقد بوّب البخاري رحمه الله فقال : ( باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس ).

* وروى بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتمة ( أي العشاء ) حتى ناداه عمر : نام النساء والصبيان , فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( ماينتظر أحد غيركم من أهل الأرض )) ولا يصلى يومئذ إلا بالمدينة.

وكانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول .البخاري ومسلم

يقول المؤلف : الحجة في هذا الحديث قول عمر : نام النساء .

وذكر بسنده : عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن )) البخاري ومسلم

وهذا يدل على أن للرجل منع زوجته من الذهاب للمساجد بالنهار .





وقد بوّب البخاري رحمه الله فقال : ( باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد )

* ثم ذكر بسنده إلى عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلس , فينصرفن نساء المؤمنين لايُِعرفن من الغلس , أو لايعرف بعضهنّ بعضاً .البخاري ومسلم

وكانت النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخرجن لحاجتهنّ بالليل , فقد بوّب البخاري فقال : ( باب خروج النساء لحوائجهنّ ).

وربما تحتج كثير من النساء الآن بأنها تخرج لحاجتها .

ولكن هل من حاجتها أن تمشي في الأسواق حتى منتصف الليل ؟!

أو هل من حاجتها أن تسمر بعد العشاء للفجر في عرس كله منكرات ؟!

إن الأمر بحاجة إلى تقوى الله عز وجل وخوف منه سبحانه وتعالى .





* وقد بوّب مسلم رحمه الله على هذه الأحاديث فقال : ( باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لاتخرج متطيبة )

* وذكر بسنده عن ابن عمر قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( لاتمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد بالليل ) رواه مسلم

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( أيما امرأة أصابت بخوراً , فلا تشهد معنا العشاء الآخرة )) رواه مسلم.





وقد عظمت الفتنة , فبعض النساء لايتقين الله , يتطيبن بأفخر العطور وهنّ ذاهبات للمساجد , وحجابهنّ أصبح حجاب التبرج والزينة والفتنة , وأصواتهنّ أعلى من أصوات الرجال , وطريقهنّ أصبح وسط الطريق , ولذا كثرت الفتن التي بسببها جاز أن تمنع النساء من المساجد إذا تيقن الفتنة .





* ففي صحيح مسلم – رحمه الله – عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهنّ المسجد , كما منعت نساء بني إسرائيل .مسلم والبخاري


من السنن المهجور التبسم فى وجه الاخرين


فقد قال الرسول الكريم (تبسمك فى وجه اخيك صدقة)



الخميس، 3 يونيو 2010

البيت المسلم

بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



البيت المسلم

ليس بغريب أن يهتم الإسلام بالبيت المسلم، فهو نواة المجتمع الإسلامي، والبيت هو عش الأسرة الذي تعيش فيه جزءًا كبيرًا من حياتها؛ لذا وجب عليـهم أن يضعوا دستـورًا لهـذا البيت، على أسـاس من تـقوى اللـه ومراعــاة العشير.

كما أن الأسرة مطالبة بتهيئة البيت لحياة سعيدة، ملؤها النظام والنظافة، فتجعل منه مسجدًا للعبادة، ومعهدًا للعلم، وملتقى للفرح والمرح؛ لذا جاء هذا الكتاب ليرسم للأسرة المسلمة الطريق إلى كل ذلك، وليجيب عن أسئلة كثيرة ذات شأن في بناء البيت المسلم.

إن هذا البرنامج جمع أشتاتًا متفرقة، وطرح قضايا مثيرة، جديرة بأن تهتم بها الأسرة المسلمة، التي تبتغى رضا الله، والنجاح في حياتها، والسعادة لمن

حولها، ومن أهم تلك القضايا التعريف بالبيت المسلم، ودستوره في الحياة، ومواصفات هذا البيت، ومكانة العبادة والعلم فيه، وأهمية التنظيم والنظافة والجمال في إظهار البيت المسلم في أبهى صورة، وإبراز الوسائل التي تجعل البيت المسلم آمنًا وصحيًّا، ثم الحديث عن اقتصاديات البيت المسلم وأثرها في المعيشة، بالإضافة إلى كثير من المعلومات التي تهم البيت المسلم والأسرة المسلمة









بيت السعادة

قال تعالى: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا} [النحل: 80] . نعم، صدقت يا ربنا، فالبيت سكن واستقرار، وراحة واطمئنان، وأمان وسكينة؛ فيه نعيش، وبه نحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء، وهو مأوانا بعد دأب النهار وتعبه.

وإذا كان عش العصفور الصغير هو مأواه وسكنه ومقر طمأنينته، فأولى بالإنسان أن يكون بيته مقر سعادته ومصدر سروره. والبيت ليس مجرد جدران وأثاث ومفروشات، بل هو المحراب والمعهد، ومكان الأنس والراحة، يعمره الزوجان بالمحبة والمودة، وتظلله السكينة والهدوء والاستقرار.

وفي البيت المسلم يتعانق السكن المادي الحسي بالسكن الروحي النفسي، فتتكامل صورته وتتوازن أركانه، فكما جعل اللَّه البيوت سكنًا لكل زوجين، فقد جعل الزوج سكنًا لزوجته، والزوجة سكنًا لزوجها، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم : 21]. وهكذا يكون الزواج سكنًا، وتكون البيوت سكنًا، نعمةً من اللَّه، وجب شكرها وصونها والحفاظ عليها.

وقد يتساءل بعضنا: لماذا البيت المسلم؟ وهل هناك فرق بين بيت مسلم وبيت غير مسلم؟

لا شك في أن البيت المسلم يختلف عن غيره، فأهله يحملون في صدورهم عقيدة جليلة، تملأ قلوبهم بنور الإيمان، وتَظْهَرُ ظلالُها في كل جوانب حياتهم، فالمسلم يجب أن يكون قرآنًا يمشي بين الناس، كما كان خلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لذا فإن بيته يجب أن تنطق أركانه وأثاثاته وطريقة تنظيمه

بإسلام صاحبه.







وقد يكون البيت المسلم كوخًا متواضعًا، وقد يكون قصرًا مشيدًا، وفي هذا وذاك تجد الرضا والشكر والقناعة، والعيش في ظلال القرآن الكريم والسنة الشريفة، فسعادة أهل أي بيت ليست بكثرة الأثاث ولا بغلاء المفروشات، وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة ونفوسهم المطمئنة ، ذلك لأنهم رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.

وقد كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا للبيت الإسلامي، وعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة والهناء، وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة -رضوان الله عليهم- ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك.

ولقد قامت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على طاعة الله ورضاه، فكانت الصورة المثلى للبيت الإسلامي الحقيقي، قال تعالى: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين}_[التوبة: 109].

وكانت بيوته صلى الله عليه وسلم متواضعة على قدر حاجته، بسيطة على قدر معيشته، إلا أنها ملئت سعادة، وتمثل فيها رضا أهلها بقَدر الله ورزقه، وإيمانهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) [الترمذي وابن ماجه].

وارتبطت بيوته صلى الله عليه وسلم بالعبادة والطاعة لله، وتمثل فيها التواضع والبساطة والزهد في متاع الحياة الدنيا، فقد كانت بيوته صلى الله عليه وسلم كلها حول المسجد، بعضها من جريد مُغَطى بالطين، وبعضها من حجارة مرصوصة بعضها فوق بعض، مُسقَّفة بجريد النخل.

وكان بيت أم المؤمنين عائشة -أحب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة- حجرة واحدة من اللَّبِن (الطوب النيِّئ) والطين، مُلحَقًا بها حجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر (جمع مسح: وهو كساء من الشعر)، وكان بمصراع واحد من خشب، وسقفه منخفض كسائر بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أثاثه بسيطًا: سرير من خشبات مشدودة بحبال من ليف، عليه وسادة من جلد حشوها ليف، وقربة للماء، وآنية من فخار لطعامه ووضوئه صلى الله عليه وسلم.







وارتسمت البساطة والقناعة -أيضًا- في بيوت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان جهاز ابنته فاطمة وهي تزف إلى علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- خميلة (ثوب من قطيفة)، ووسادة من أدم (جلد) حشوها ليف، ورحا، وسقاء، وجرتين.. ذلك هو جهاز سيدة نساء أهل الجنة وكريمة سيد الأنبياء، ومن هذا نعلم أن بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانت نموذجًا للبيت الإسلامي.

وإن كانت حال بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما ذكرنا، فلا يعني هذا أن الإسلام يحول بين أن ينعم الإنسان ببيت رحب جميل، بل يرى الإسلام أن هذا رزق من الله للإنسان ونعمة منه وفضل، فالله تعالى يقول: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} [الأعراف: 32].

ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء)_[الحاكم]. وعلى الإنسان أن يحسن استغلال هذا النعيم؛ لأنه سيُسأل عنه يوم القيامة، قال تعالى: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} _[التكاثر: 8].

والأسرة المسلمة شأنها شأن غيرها من البشر، تميل إلى أن يكون بيتها من خير البيوت سعة وجمالاً، ومملوءًا بالنعم والخيرات، قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}.







[آل عمران: 14].

والأسرة المسلمة تعلم أن السعادة الحقيقية في أن تجعل من بيتها -صغر أو كبر- جنة عامرة بالإيمان، هانئة بالقناعة، ترفرف عليها الطمأنينة والسكينة، ويتنسَّم أفرادها الأدب الرفيع والسلوك القويم، وهي في كل أحوالها تدرك أن ما هي فيه نعمة من نعم الله التي تستوجب الشكر، فشكر النعمة ينميها ويزكيها ويزيدها، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7].

والأسرة المسلمة لا تتخذ من نعم الله عليها مجالا للكبر والتعالي على الآخرين، بل تُظْهر فضل الله عليها ونعمه؛ استجابة لقوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: 11]، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (ن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) _[الترمذي والحاكم].

وعلى الأسرة المسلمة ألا تنشغل بنعيم الدنيا عن طاعة الله، وألا يكون بيتها في الدنيا هو همها الأكبر، الذي يحول بينها وبين العمل لبيتها في الجنة -إن شاء الله-، وفي ذلك يقول الشاعر :

لا دارَ للمرء بعد الموت يسكنها

إلا التي كـان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخـير طاب مسكنه

وإن بنـاها بشر خـــاب بانيهــا

ولقد مر الإمام علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- على رجل يبني بيتًا، فقال له:

قد كنت ميتًا فصرت حيـًّا وعن قليل تصير ميـــتا

تبني لدار الفناء بيتــــًا فابنِ لدار البقاء بـــيتا







فهنيئًا للأسرة المسلمة إذا جعلت الدنيا في يدها لا في قلبها، وهنيئًا لها إذا وظَّفت كل ما حولها توظيفًا صحيحًا، وجعلته مُعينًا لها على طاعة الله -عز وجل- فهي تعمل بالحكمة القائلة: (عمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا)_[ابن المبارك].

والحديث عن البيت المسلم ومكوناته وأثاثه، وغير ذلك، لا يعنى -بالضرورة- أن تجتمع هذه الصفات في كل بيت مسلم، ولكنها صورة مُثْلَى نسأل

الله -سبحانه- أن يحققها لكل مسلم على ظهر هذه الأرض.

وجوهر الأمر ليس في جدران البيت وأثاثه بقدر ما هو فيمن يسكنون هذا البيت، وعلى هذا، فكل فرد من أفراد الأسرة يستطيع أن يحقق السعادة والهناء لأهل بيته بأقل شيء عنده، والمؤمن كيِّس فَطِنٌ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني)._[أحمد والترمذي وابن ماجه].









دستور البيت المسلم

يقوم البيت المسلم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تحكمه، وتنظم سير الحياة فيه، كما أنها تميزه عن غيره من البيوت، وتُستمد هذه القواعد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياة الصحابة و التابعين.

أهم قواعد هذا الدستور هي:

-الإيمان الصادق بالله -سبحانه- وما يتطلبه ذلك من الإخلاص له، ودوام الخشية منه، وتقواه، والعمل بأوامره، واجتناب نواهيه، والإكثار من ذكره.

-الإيمان بملائكة الله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، قال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لا نفرق بين أحد من رسله} [البقرة: 285].

-الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والالتزام بسنته، والعمل بما أمر به، والبعد عما نهى عنه، قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7].

-أداء الصلوات والمحافظة على مواقيتها، قال تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}_[النساء: 103].











-أداء حق الله في المال من زكاة وصدقة ، قال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم} [المعارج: 24-25].

-صيام شهر رمضان، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}_[البقرة: 183].

-الذهاب لأداء فريضة الحج عند القدرة عليه، قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}_[آل عمران: 97].

-العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم: 21]. وعلى الزوجين أن يضعا دستورًا لحياتهما وأسسًا للتفاهم المشترك بينهما لتدوم المودة والرحمة، وتتحقق السعادة لهما.

-للرجل حق القوامة في البيت، قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34].

-الرعاية حق مشترك بين الرجل والمرأة في البيت، قال صلى الله عليه وسلم: (الرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها) [متفق عليه].

-التزام المرأة بالوفاء بحقوق زوجها عليها، وحسن طاعته، قال صلى الله عليه وسلم: (إيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة) [الترمذي].

-التزام الرجل بالوفاء بحقوق زوجته؛ بحسن معاشرتها وإعفافها والإنفاق

عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو

يحتسبها؛ كانت له صدقة)_[متفق عليه].

-التزام الوالدين برعاية أولادهما، وحسن تربيتهم، وتعليمهم أمور دينهم، قال صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين . وفرقوا بينهم في المضاجع) [أبوداود].







-التزام الأبناء ببر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا}_[الإسراء: 23].

-صلة الأرحام وبر الأقارب والأصحاب، قال تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصل رحمه) [البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من أبَر البر أن يصل الرجل وُدَّ أبيه)_[مسلم والترمذي].

-الالتزام بحق الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه) [متفق عليه].

-معرفة الفضل لأهله واحترام الكبير، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)_[أبو داود والترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) [أبوداود].







-التحلي بالصبر أمام الشدائد والمصائب وفي كل الأمور، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153].

-الصدق في المعاملة والحديث، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة) [متفق عليه].

-التوكل على الله والاعتماد عليه، قال تعالى:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} _[لطلاق: 3].

-الاستقامة على طريق الله، قال تعالى: {فاستقم كما أمرت} [هود: 112].

-المسارعة إلى الخيرات والعمل الصالح، قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات}

[المائدة: 48].







-تجنُّب البدع ومحدثات الأمور، قال صلى الله عليه وسلم: (من أَحْدَث في أمرنا هذا ما ليس فيه؛ فهو رَدّ) [متفق عليه].

-التعاون على البر والتقوى، وفي كل أمور الحياة، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2].

-بذل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) [مسلم].

-الابتعاد عن الظلم، قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [مسلم].

-ستر العورات والمحافظة على حرمة الغير، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة) [مسلم].

-قضاء حوائج المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كُرْبة؛ فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) [مسلم].

-الزهد في الدنيا والتخفُّف من أعبائها، قال تعالى: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} [الحديد: 20].







-الاعتدال والاقتصاد في المعيشة والإنفاق، قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67].

-الكرم والجود، قال تعالى: {وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم}

[البقرة: 273].

-الإيثار واجتناب البخل والشُّح، قال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].

-الوَرَع وترْك الشبهات، قال صلى الله عليه وسلم إن الحلالَ بَيِّن وإن الحرام بَيِّن، وبينهما مُشْتَبِهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) [متفق عليه].

-التواضع وخفض الجناح، قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ؛ ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ [مسلم].

-الحِلم والرأفة والرفق، قال تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 134]. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه) [مسلم].

-التخلق بالحياء، قال صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)

[متفق عليه].







-الوفاء بالعهد، قال تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}

[الإسراء: 34].

-البشاشة والمرح، قال صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) [الترمذي].

-الوقار والسكينة، قال تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا} [الفرقان: 63].

-حسن الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم) [الترمذي].

-إلقاء السلام، قال تعالى: {فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} [النور: 61].

-الاستئذان، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون} [النور: 27].

-الإحسان إلى الخدم، قال صلى الله عليه وسلم: (فمن كان أخوه تحت يده فَلْيُطعمه مما يأكل، ولْيُلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) [متفق عليه].

-حب العلم والتعلم، قال صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له طريقًا إلى الجنة) [مسلم].







-الابتعاد عن التجسس والغِيبة والنميمة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} [الحجرات: 12].

-الابتعاد عن الحسد، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) [أبو داود].

-عدم إساءة الظن، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث) [متفق عليه].

-الاهتمام بجمال البيت، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله -تعالى- جميل يحب الجمال) [مسلم].

-مراعاة النظام في كل أمور المنزل.

مواصفات البيت المسلم


البيت هو موطن سكن الأسرة واستقرارها، ومكان راحة أفرادها، والملجأ من تعب الحياة وكدها، ولذلك يفضل اختياره -إن تيسر- وفق مواصفات خاصة، لتحقيق السكينة والهدوء والراحة والاستقرار.



واختيار البيت بمواصفات خاصة يعد مشكلة اجتماعية كبيرة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية، وتؤثر في هذه المشكلة عوامل متعددة، منها عوامل اقتصادية، مثل ضيق دخل الزوج أو سعته، ومنها عوامل اجتماعية، وغير ذلك من العوامل النفسية والذوقية والعامة.

ولذلك فإن للبيت المسلم مواصفات يفضَّل مراعاتها كلما أمكن ذلك؛ حتى يكون بيتًا مثاليًّا مريحًا لمن يعيشون فيه، من غير مغالاة ولا سرف، وفي ضوء الممكن والمتاح، مع الرضا برزق الله وما قسمه.



ومن هذه المواصفات :

البيئة الاجتماعية الصالحة: وهي أول ما تضعه الأسرة أمام عينيها وهي تختار بيتها، فإن للبيئة أثرًا كبيرًا ودورًا خطيرًا في سلوكيات أصحابها، وقد قيل في الأمثال: اختر الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار. لذا يجب ألا يكون البيت في منطقة مشهورة بآفات معينة؛ كتجارة المخدرات وأماكن الفسق والخلاعة؛ حتى لا يتأثر بذلك الأبناء.

وقد قيل: إن قيمة البيت تزداد بانتقاء جيرانه. وقد حكى أن رجلاً كان يسكن بجوار الإمام أبى حنيفة، وأراد أن يبيع بيته، فجاءه رجل ليشتريه منه، فقال صاحب البيت: أبيعك البيت بثمن، وأبيعك جوار أبى حنيفة بثمن آخر.



وإذا كان الجيران مسلمين يعرفون للجيران حقوقهم، ويحبون لهم ما يحبون لأنفسهم، فلن يؤذوا أحدًا، ولن يُلْقُوا بأقذارهم أمام البيت، ولن يحدثوا صخبًا، ولن يفعلوا ما يجرح المشاعر، وإنما يتسامَوْنَ عن الصغائر ويَتعالَوْن عن الدنايا؛ ليكونوا على مستوى إسلامهم وقدر إيمانهم.

والبيت المسلم يراعي جيرانه -أيضًا- ويحفظ لهم حقوقهم، ويتحسس أحوالهم وحاجاتهم، ويعينهم ويرشدهم ويحفظ أعراضهم، وذلك لعظم حق الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (مازال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورّثُه).

[متفق عليه].



والبيت المسلم يلتزم بحقوق جيرانه كاملة، كما وضحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حيث روى أنه قال: (أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن مرض عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تَسْتَعْلِ عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده، ولا تؤذه بقتار قِدْرِك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منه، ثم قال: أتدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيده، لا يبلغ حقَّ الجار إلا من رحمه الله) [البزار].

الموقع: وهو من أهم الأمور التي تجعل البيت مثاليًّا، ويحسن أن يتوافر في موقع البيت عدة أمور، منها :

توافر الخدمات ومتطلبات المعيشة -ما أمكن ذلك- كالكهرباء، والصرف الصحي، والمياه الصحية، ويحسن أن يكون قريبًا من عمل الزوج ومدارس الأبناء وأسواق الخدمات المختلفة، ففي ذلك تيسير لحركة الحياة واختصار للجهد والوقت، أن يكون البيت في منطقة هادئة -إذا تيسر ذلك- بعيدًا عن الشوارع الرئيسية والميادين العامة، فكلما تحقق ذلك؛ تمتع أهل البيت بسكن هادئ وراحة نفسية.



الناحية الصحية: وذلك يتحقق بوجود الإضاءة الكافية والهواء النقي في موقع البيت، وأن يكون بعيدًا عن المستنقعات والبرك وأماكن تجمُّع المهملات، وهناك بعض الحالات الخاصة التي تُراعَى عند اختيار السكن، فإذا كان في الأسرة مريض بالقلب أو بشلل الأطفال مثلا يجب أن يكون السكن في طابق غير مرتفع، خاصة إذا لم يوجد مصعد كهربى، كذلك يستحب ألا يكون المسكن في الأماكن الصناعية الملوثة بالأتربة والدخان.



المساحة: مهما كانت مساحة البيت المسلم صغيرة، فإن المرأة يمكنها أن تستثمر هذه المساحة لتحقيق الراحة والسكينة لأفراد البيت. فالبيت الواسع الفسيح غير المنظم بيت لا راحة فيه، والبيت الضيق الصغير مع حسن الترتيب وجودة استعمال مرافقه بيت ملؤه الراحة والسعادة، ولا شك أن كل إنسان يتمنى أن يعيش في سكن فسيح رحب، فالمسكن الواسع من الأمور التي تسعد الأسرة وتريحها نفسيًّا وصحيًّا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم وسِّع لي في دارى) [أحمد].



واتساع المكان يمنح الفرصة الكافية لتنظيمه، وترتيب أثاثه بشكل أفضل ومتجدد دائمًا؛ حيث يمكن التغيير بين قِطَع الأثاث داخل الحجرة الواحدة والتبديل بين الحجرات، ولا شك أن التغيير في البيت يعطي إحساسًا بالتجديد، ويساعد على التخلص من الرتابة والملل اللذين قد ينتابان الإنسان من وقت لآخر.

كما أن اتساع المكان -إن تيسر- يعطي الفرصة لتخصيص حجرة لاستقبال الضيوف؛ مما يساعد على توفير الراحة لهم، وحسن استقبالهم، ويكفل الراحة لأهل البيت وعدم التضييق عليهم، ويعطي الفرصة لتخصيص حجرة للأطفال فتحقق الراحة لهم، وتكون مكانًا لمذاكرتهم ولعبهم.



والمساحة المتسعة تساعد على أن تُلحَق بالبيت حديقة تحيط بجوانبه، تكون مكانًا لِلَعِبِ الأطفال ومرحهم، وتعطيهم الفرصة للاهتمام بالزرع والعناية به

وتنسيقه، وكذلك فإن وجود البيت في شارع واسع ونظيف يعطي فرصة أفضل للتهوية والإضاءة الجيدة، وتكون المسافة بينه وبين البيوت المجاورة مناسبة؛ فلا تنكشف عورات البيت.

وقد لا تسمح الظروف بتوافر السعة في البيت، وهذا لا يعد عذرًا في ألا يكون البيت جميلا مريحًا، فالتنسيق الجيد يجعلنا نتغلب على مشكلة ضيق البيت، وقد يكون البيت واسعًا لكنه إذا كان مضطربًا وغير منظف أو غير منظم بدا ضيقًا مزعجًا.



وهناك عدة وسائل تساعد على الإحساس بالاتساع والتغلب على عيوب ضيق المكان، ومنها:

-ارتفاع جدران البيت .

-طلاء السقف بلون فاتح إذا كان منخفضًا، وطلاء الحوائط بألوان فاتحة.

-تزيين الجدران بصور طبيعية للبحار أو الأشجار، واستخدام المرايا في بعض الطرقات أو الأماكن؛ لتعطي إحساسًا بالاتساع .

-استخدام ورق حائط خطوطُه أفقية إذا كانت الحجرة ضيقة، وورقٍ خطوطُه رأسية إذا كان السقف منخفضًا .

-تقليل عدد الحواجز الثابتة، مثل الحوائط، واستبدالها بحواجز متحركة، مثل الستائر أو الحواجز الخشبية) البرفانات) التي يمكن تحريكها عند الحاجة أو استقبال عدد كبير من الضيوف، أو ما شابه ذلك.



-استعمال بعض قطع الأثاث لأكثر من غرض .

-استخدام أثاثات ذات أحجام مناسبة لمساحة البيت، وعدم الإكثار من الأثاثات في البيت الضيق .

التهوية: التهوية الجيدة في البيت من الأمور المهمة التي تجعل منه بيتًا

صحيًّا، ويمكن أن تتحقق التهوية الجيدة عن طريق وجود عدد مناسب من النوافذ تسمح بدخول الهواء وتجدده يوميًّا؛ مما يساعد في القضاء على الميكروبات والحشرات والروائح الكريهة.

لذلك يجب فتح النوافذ مع مراعاة التوقيت المناسب، فإذا كان البيت يقع في منطقة صناعية فلا تفتح النوافذ وقت عمل المصانع، لتجنُّب العوادم التي تُسبِّب الأضرار الصحية.

والمطبخ أكثر أركان البيت احتياجًا إلى التهوية الدائمة؛ حيث إن وجود المواقد يعمل على تصاعد الأبخرة الساخنة ورائحة الطعام، وقد تؤثر الأبخرة على نظافة الجدران وتغيُّر رائحة البيت، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام أجهزة طرد الهواء الكهربائية (الشفاطات) كما يجب الاهتمام بتهوية الحمَّام؛ للتخلص من الروائح غير الطيبة، ومن الميكروبات.

التشميس: هناك حكمة تقول: البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب؛ لأن أشعة الشمس تعمل على تطهير البيت، ومده بالدفء اللازم في الشتاء؛ لذا يجب مراعاة الأوقات التي يتعرض فيها البيت إلى أشعة الشمس حتى يمكن الاستفادة منها؛ فإذا كان البيت في بيئة صحراوية حارة فيجب عدم السماح للشمس بدخوله بصورة مستمرة، خاصة إذا كانت الشمس عمودية عليه؛ حتى لا تجعله حارًّا. أما إذا كان البيت في بيئة ساحلية باردة فيراعى أن يكون توافر الشمس فيه لأكبر وقت ممكن؛ حتى تمنحه الدفء وتقلل من برودته


بيتنا نظيف


النظافة من الإيمان، وديننا الإسلامي يدعونا إليها دائمًا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب يحب الطِّيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جَوَاد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود). [الترمذي]؛ لذا فالأسرة المسلمة تحرص على نظافة بيتها، فالمكان الطاهر النظيف يعطى إحساسًا بالراحة لمن يقيمون فيه ومن يزورونهم، فالعلاقة وثيقة بين نظافة البيت والصحة العامة لساكنيه. والبيت النظيف عنوان أهله.

وتتحقق النظافة بالوقاية والعلاج؛ فالوقاية تكون عن طريق تجنب ما يؤدي إلى قذارة البيت، وذلك بتخصيص سلة للمهملات في كل حجرة من حجرات البيت، وتناول الطعام في المكان المخصص لذلك؛ بحيث لا تتناثر بقايا الأكل فتجلب الحشرات، أمـا العـلاج فيكـون عـن طريق التنظيف الدائـم بشكــل يومــي أو أسبوعي أو شهري، حسب حاجة المكان إلى النظافة.

تنظيف غرف البيت: تُنظف غرف البيت عن طريق كنس الأرضيات ومسحها، وتهوية المفروشات وإعادة ترتيبها. وينظف البيت تنظيفًا دوريًّا كل أسبوع.

تنظيف الحمَّام: الحمام من الأماكن التي تحتاج إلى عناية وتنظيف مستمرين؛ لأن إهماله ينتج عنه أضرار كثيرة من خلال تراكم الجراثيم والروائح الكريهة. ويراعى الاهتمام بتنظيف الأحواض والمرحاض بصفة مستمرة، مع تجنب استعمال ما يخدش سطوحها أثناء التنظيف، وتستخدم المنظفات المناسبة لهذا الأمر وتستخدم المطهرات بصفة دائمة، ويجب الحرص على عدم انسداد

البالوعة وتنظيفها.

وينبغي الصيانة الفورية والدائمة للمحابس وصنابير المياه، وذلك للمحافظة على نظافة المنزل ومنع إهدار الماء من غير فائدة. وإذا كانت الغسالة في الحمام فإنه ينبغي تحريكها؛ حتى ينظف مكانها فلا يتراكم تحتها الماء أو تختبئ

الحشرات، وتخصص قطعة من فرش الحمام أمام الحمام للحفاظ على نظافة البيت وطهارته.

تنظيف المطبخ: يحتاج المطبخ إلى عناية خاصة ونظافة بالغة؛ لأن نظافة الطعام من نظافة المطبخ، فإذا وجدت حشرات في المطبخ بسبب فقدان النظافة كان ذلك مصدرًا للأمراض التي ستصيب أصحاب المنزل، ولذا يجب أن ترش الأرفف والجوانب والزوايا بالمبيدات الحشرية، مع مراعاة أن يكون ذلك ليلا مع إغلاق المطبخ جيدًا وتغطية الأطعمة والأشربة وما شابهها، وتنظيف آثار المبيدات بعد انتهاء المدة المناسبة.

إزالة بقع البلاط: يجب الاهتمام بنظافة الأرضيات بشكل دائم مع مراعاة نوع البقع عند إزالتها. فمثلا:

-تزال بقع الطلاء الحديثة بزيت التربنتينا .

-تزال بقع الطلاء القديمة بوضع زيت طلاء ساخن عليها، وتترك طوال الليل، ثم تزال الطبقة البارزة بعد ذلك بحكها بالسكين .

-تزال بقع الدهون بالماء الساخن والصابون؛ لأن السخونة تعمل على ذوبان الدهون.

-تزال بقع الأسمنت بالخل المغلي.

-تزال بقع الجبس بالخل البارد.

-البلاط المعتم نتيجة لترسب أملاح الكالسيوم الموجودة في الماء يُنظف بدعكه بخرقة مبللة بالخل الأبيض .

تنظيف أدوات المطبخ:

يجب الاهتمام بنظافة أدوات المطبخ لضمان سلامة الطعام، وسلامة أفراد الأسرة جميعًا، وهذه هي أدوات المطبخ وأوانيه، وطرق تنظيفها:

تنظيف السكاكين: لتنظيف السكاكين يغسل نصلها جيدًا عقب استعمالها مباشرة بمادة حمضية كالليمون، ثم تغسل بالماء والصابون وتجفف، ويجفف المِقْبَض على حسب نوعه؛ فالمقبض الخشبي ينظف بقليل من الزيت، والمِقْبَض المعدني ينظف كما تنظف الفِضِّيات، فتغطى بالماء المغلي مع إضافة ملعقة كبيرة من الخل وأخرى من بيكربونات الصوديوم لكل لتر ماء، أما المقبض العاجي فينظف بالإسبيداج والليمون، والسكاكين الاستانلس يكتفي عند تنظيفها بالماء والصابون.

تنظيف الصيني: يغسل بالماء الدافئ والصابون ثم يشطف بالماء الساخن، أما الصيني المنقوش الثمين فيدهن بكريم أثاث سائل، ثم يلمع بخرقة ناعمة، ثم بفرشاة متينة نوعًا ما لتزول آثار السواد بين النقوش، ثم تغسل إذا كانت ضمن أدوات الأكل. وتزال بقع السجائر من الطفاية الصيني وذلك بِبَلِّ مكان البقعة، ثم دعكها بالملح الناعم، وغسلها وشطفها بعد ذلك .

تنظيف النحاسيات: تغسل بالماء والصابون بعد إضافة ملعقة كبيرة من النوشادر، وتشطف جيدًا ثم تجفف، كذلك يمكن تنظيفها بخليط من الكحول الأحمر والماء والنوشادر بمقادير متساوية، وإذا كانت القطعة النحاسية شديدة القذارة تغمس في الملح والخل ثم تنظف بدعكها دائريًّا بقطعة من قشر الليمون أو بمساحيق تنظيف النحاس.

تنظيف الألومنيوم: يُدْعَك جيدًا بسلك الألومنيوم والصابون الجيد؛ لأن الصابون الرديء يُحَوِّل لونه إلى الزرقة التي تميل إلى السواد، فإذا اسود لون الألومنيوم فيمكن إعادة البريق إليه بغَلْيِهِ في ماء مضاف إليه خل بنسبة النصف إلى الثلث حسب درجة السواد، ويتجنب استعمال القلويات كالصودا عند تنظيف الألومنيوم حيث إنها تحدث له ضررًا بالغًا.

وعند وجود أطعمة محروقة في قعر إناء الألومنيوم يصب عليها الخل الصافي ثم تترك عشر دقائق وتُكْشط وتغسل غسلا عاديًا وتجفف .

تنظيف الأكواب والقطع الكريستالية: تنظف بالماء الدافئ والصابون، ثم تشطف بماء بارد مضاف إليه نوشادر أو خل، بنسبة ملعقتين كبيرتين لكل جالون ماء.

تنظيف زجاجات ودوارق المياه: لإزالة بقع الماء من زجاجات الثلاجة، يوضع بها بطاطس مقطعة على شكل مكعبات صغيرة، ثم يصب عليها خل يكفي لتغطيتها، وتُرَجُّ جيدًا وتترك طوال الليل، وفي الصباح يُرَجُّ الدورق ويفرغ ويُغْسَل .

ويمكن تنظيفها بوضع قليل من الرمل الناعم وترج جيدًا ثم تشطف بالماء. وتنظف -أيضًا- بوضع كوب من الخل وملعقة كبيرة من الملح في الزجاجة ثم تُرَجّ وتُشْطَف، أو استعمال صابون سائل من نوع جيد.

تنظيف الأواني الزجاجية: يمكن إزالة البقع التي يصعب إزالتها باليد -لضيق فوهتها- بإحدى الطرق الآتية:

-يوضع في الآنية ملعقة كبيرة من الملح وملعقة أخرى من الخل ومقدار من ورق الشاي المستعمل، وتملأ الآنية إلى منتصفها بالماء، ثم ترج وتُتْرَك ساعةً ثم تشطف.

-استعمال الرَّدَّة والماء الدافئ ورجّها ثم تترك بها لمدة أربع وعشرين ساعة ثم تشطف.

-استعمال الرمل والماء البارد .

-استعمال قشر البطاطس والماء البارد .

تنظيف المذهبات: تنظف الأدوات المذهبة كالفازات وإطارات البراويز بدعكها بقشر الليمون أو قطعة من البصل.

تنظيف الصفائح: مثل أواني الكعك أو قَطَّاعات البسكويت؛ وهي عبارة عن صفائح من الحديد مطلية بالقصدير الذي لا يتَّحد بسهولة مع أكسجين الهواء ولذلك لا يصدأ، ولتنظيفه يُغْسَل بماء وصابون مضاف إليه قليل من الصودا لإزالة المواد الدهنية، ثم تشطف وتجفف جيدًا، وبعد ذلك تلمع بالإسبيداج أو مسحوق الطباشير الناشف.

تنظيف الرخام: تنظف أرفف المطبخ وأغطية الموائد الرخامية من البقع كالتالي:

-بُقَع الصدأ تزال بدلكها بالليمون والملح، ويجب الإسراع في التنظيف؛ حتى لا يؤثر الحامض على الرخام، وتشطف جيدًا ثم تجفف .

-بقع الزيت تغسل بالماء الدافئ والصابون مع الدلك .

-بقع اليود تنظف بدلكها بالنوشادر .

تنظيف الدواليب والأرفف الخشبية: يراعى عدم استعمال أية مواد خشنة في تنظيفها حتى لا تخدش، كما يُراعى قلة استعمال الماء في غسلها؛ لأن استخدام الماء البارد يتسبب في تجمد الصابون بسرعة، فيلتصق بالخشب ويعتم لونه.

ويكون تنظيف الخشب بمزيج من ماء، مضاف إليه الصابون الرخو (وهو نوع رخيص أسمر اللون لَيِّن يباع في محلات الزيوت والطلاء)، والرمل الأبيض الناعم، والإسبيداج، ويضاف إلى كل رطل من المقادير السابقة لتر ماء، ويذاب الصابون في الماء ثم تضاف إليه المقادير الأخرى ويُقَلَّب الجميع جيدًا، ويستمر الخليط على النار مدة ساعة مع استمرار التقليب، حتى يصير المزيج سميكًا، ثم يحفظ ويستعمل وقت الحاجة.

تنظيف مسطحات الزجاج: تمسح النوافذ والبللور وغيرها بخرقة مبللة بالماء المضاف إليه نوشادر بنسبة ملعقة كبيرة لكل أربعة أكواب من الماء، ثم يلمع بخرقة نظيفة، وتزال البقع بقطعة من القماش المبلل بالكحول.

أما الزجاج المعتم فينظف بدهنه بعجينة من الإسبيداج والكحول الأحمر (عجينة نصف سائلة) تترك عليه حتى تجف، ثم تُزَال بدعكها بخرقة وتشطف وتجفف.

تنظيف الصدف: يدْعَك بخرقة مبللة بالماء المضافِ إليه خَلّ، ولتبييضه ينظف بقطعة مبللة بالماء المضاف إليه عصير ليمون بنسبة ملعقة كبيرة إلى كوب الماء، أو يُدْعَكُ بخرقة مبللة بعصير الليمون.

تنظيف السجاد: تحرك المكنسة الكهربائية - إن وجدت- ببطء وانتظام، مع ضغط مناسب فوق السجادة لإزالة القاذورات.

أما عند عدم وجود مكنسة كهربائية، فينظف السجاد بالمكنسة العادية بعد بَلِّ قطعة قماش بالماء والصابون، ثم تُمْسَح بها السجادة لإزالة أية بقع متسخة أو غبار زائد عالق بالسجاد. ويراعى عدم الضغط الزائد؛ لأن ذلك يسبب نحل الوَبَرة، ولا يغسل السجاد إلا في حالات الضرورة القصوى، ويتم ذلك بإحضار إناء فيه ماء دافئ وصابون مبشور أو صابون سائل وقليل من النوشادر، ويتم تقليبها حتى تظهر رغوة، ويدعك بها أجزاء السجاد بشكل دائري، ثم تشطف بقطعة قماش مبللة، وتوضع السجادة في الشمس. ويمكن أن يكون الشطف بماء فيه ملح وخل بنسبة ملعقتين خل وملعقتين ملح لكل صفيحة من الماء.

وإذا وجدت بقعة في السجادة يراعى تنظيفها والتخلص منها بسرعة، وإلا اضطر إلى استعمال الطرق التي قد تؤثر على نسيج السجاد ولونه. وتزال البقع من السجاد كالتالي:

-تُزال بقع الشحم والدهون بدعكها بالبنزين بشكل دائري، ثم يوضع عليها بودرة (تلك).

-تُزال بقع الشمع عن طريق وضع ورق نشاف عليها، ثم تُكْوَى بمِكْواة ساخنة فينصهر الشمع ويمتصه النشّاف.

-بقع الحبر الجاف ينظف بالكحول ويغسل .

-بقع الحبر السائل يوضع فوقه بعض الزبادي مع ملح الطعام، ويترك فترة، ثم يغسل بالماء والصابون.

-تُزال بقع الطلاء باستخدام زيت التربنتينا، ثم بالبنزين، ثم بالماء والصابون .

-قطع اللِّبان يوضع فوقها قطعة من الثلج؛ لتتجمد ويسهل خلعها.

وللعناية بالسجاد يتبع الآتي:

-ألا يُعرض لحرارة الشمس أو رطوبة الأرض أو البلل؛ لأن هذا يؤدي إلى إتلافه.

-عدم جرِّ الأثاث على السجاد .

-يجب ألا يوضع أثاث ثقيل على السجاد مباشرة، ويحسن وضع قطع من ورق الكرتون تحت الأرجل بشرط ألا تظهر؛ للمحافظة على جمال الشكل، وهذا يقلل من الضغط على السجاد ويمنع حدوث أثر منخفض به.

تنظيف المرايا: تدعك بالكحول بواسطة خرقة ناعمة، أو تدعك بمعجون الإسبيداج بعد نَخْله وخلطه بالماء المضاف إليه خل بنسبة ملعقة كبيرة لكل لتر ماء، ثم تشطف وتجفف.

تنظيف الأحذية: للمحافظة على شكل الحذاء جيدًا يراعى ما يلي:

-إزالة الأتربة والطين منه أولا بأول .

-إذا تم تخزين الحذاء يفضل وضعه في قالب خاص به لكي يحافظ على طبيعة شكله، أوحشوه بورق جرائد أو غيره ثم يحفظ في كيس بلاستيكي.

تنظيف الملابس: عند تنظيف الملابس يراعى فصل الملوَّنة منها عن البيضاء بعناية؛ حتى لا يتأثر لونها.

-خياطة أيّ قَطْع أو تمزق حتى لا يتسع مع الغسيل .

-لا تترك (سُوسَت) الملابس مفتوحة أثناء الغسيل .

-فك الأزرار حتى لا تتسع مساحة العراوي أثناء دورانها في الغسالة .

-إخراج قلب الجيوب لكي تنظف جيدًا.

-قلب البنطلونات والبلوفرات على الظهر لضمان سلامتها من الوبر والخيوط التي تعلق بها .

-نقع الملابس في الماء قبل الغسيل للحصول على درجة نظافة أعلى .

-عند غسيل رابطة العنق يتم وضعها في برطمان مليء بالماء المذاب فيه مسحوق غسيل أو صابون سائل، ويقفل جيدًا ثم يُرَجّ لفترة بسيطة، ثم تشطف بنفس الطريقة بماء نظيف، وبالتالي لا يتغيَّر شكلها.

-ولجعل الملابس بيضاء ناصعة، يمكن وضع ملعقة من النوشادر في بعض الماء المغلي.

-يراعى شطف الغسيل جيدًا بعد تنظيفه من الصابون لعدم اصفرار لونه بمجرد نشره في الشمس، أو تعرضه لحرارة المكواة.

-وضع قليل من الملح والخل في ماء الشطف للحصول على ألوان ثابتة للملابس الغامقة والملونة .

-عند نشر الأقمشة ينظف الحبل جيدًا، ويمكن وضع شريط من الورق المشمع ولفه على الحبل .

-دعك الأيدي بالملح الناعم بعد الغسل حتى لا تتشقق في الشتاء.

تنظيف الملابس القطنية البيضاء: وتتم عملية الغسل على عدة مراحل، تختلف باختلاف نوعية أقمشة الملابس، فغسل الملابس القطنية البيضاء يتم على عدة مراحل، هي:

تنقع الملابس في الماء البارد لفترة تتراوح ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات. وأهمية عملية نقع الملابس تكمن في أنها تساعد على إذابة البقع القابلة للذوبان فضلا على تليين القذارة وتسهيل إزالتها.

ويراعى عند النقع أنه إذا كانت الأنسجة شديدة القذارة مثل ملابس العمال فإنها تنقع في ماء دافئ وصابون؛ لأن الماء الدافئ يساعد على تحلل المواد الدهنية وتفاعلها مع الصابون، ويفضل نقع الملابس المتسخة جدًّا في إناء منفصل، كما يراعى نقع المناديل على حدة في ماء بارد وملح بنسبة ملعقة كبيرة ملح للصفيحة المتوسطة؛ حتى تتحلل المادة المخاطية ثم تضاف مادة مطهِّرة.

-بعد ذلك يغلى الغسيل لمدة زمنية تتراوح بين 15- 20دقيقة؛ وذلك لتطهير أنسجة القماش، كما أن الغلي يعطي البياض الناصع للأنسجة، خاصة عندما تكون الشمس في أيام الشتاء ضعيفة، فتقل فرصة تعريض الغسيل للشمس.

ويراعى أن تبسط القطع جيدًا في الماء، ويستحسن وضع القطع الصغيرة مثل المناديل في كيس من الشاش أو كيس به أثقب، وتقلب القطع جيدًا من آن لآخر في إناء الغلي عن طريق عصا من الخشب..

وبالنسبة لإناء الغلي يملأ إلى ثلاثة أرباعه بالماء، ويوضع على النار، ويضاف لكل أربع لترات من الماء ملعقة كبيرة (بوراكس) إذا كانت الأنسجة رقيقة، أو (بوتاس) إذا كانت الأنسجة عادية، ويجب إذابة البوتاس قبل وضعه في الماء المغلي خوفًا من بقاء قطعة صلبة تحتك بالأنسجة فتتسبب في إتلافها.

-شطف الملابس جيدًا يحافظ على صفاء لون الأقمشة؛ لأنه يزيل الصابون الذي إذا ترك يسبب اصفرارها، وتتم عملية الشطف باستخدام ماء دافئ؛ لأنه يساعد على سهولة إذابة الصابون، ثم تشطف بماء بارد.

-تزهر الأنسجة البيضاء للتغلب على ظهور اللون الأصفر، الذي يظهر من تكرار عملية الغسل، وإذا أريد تقوية الأنسجة، يضاف النشا بنسبة معقولة.

تنظيف الملابس الصوفية البيضاء: هناك خطوات لتنظيف الملابس البيضاء الصوفية، وهي:

-يبشر الصابون في الماء المغلي حتى يذوب لعمل سائل الصابون .

-إزالة الغبار من وبر الصوف، ثم يغسل أحد وجهيه في ماء دافئ مضاف إليه سائل الصابون مع الدَّعك، ويعاد غسله على وجهه الآخر حتى ينظف، ثم يشطف في ماء دافئ مرتين .

-يجب أن يكون ماء الغسيل والشطف في درجة حرارة واحدة ؛ حتى لا ينقبض الصوف وينكمش، وبذلك يتلف .

-توضع ملعقة كبيرة من النوشادر لكل أربعة لترات من الماء الدافئ للشطف؛ لأن الصابون الكثير يتلفه .

-لا تستخدم صودا الغسيل في غسل الصوف؛ لأنها تتلف الألياف .

-لا ينقع الصوف في الماء الساخن حتى لا يتقلص أو يتلبد .

-لا يُعْصر نسيج الصوف، ولا يُغْلَى على النار .

-ينشر الصوف في مكان دافئ جاف فقط، ولا يُعَرَّض لحرارة شديدة حتى لا ينكمش.

-عند كيّ الملابس الصوفية فإنها تكوى على ظهرها بمكواة معتدلة الحرارة قبل جفافها، وإذا جفت قبل كيها، يوضع عليها قطعة من القماش مبللة بماء دافئ ثم تضغط بالمكواة؛ لكي يُنَدَّى الصوف، ثم ترفع قطعة القماش ويكوى الصوف كالعادة .

-بعد انتهاء كَيِّ الظهر، تقلب الملابس الصوفية ؛ لتُكْوَى على وجهها.

تنظيف الملابس الصوفية الملونة: هناك ملاحظات وخطوات تراعى عند غسل الملابس الصوفية الملونة، وهي:

-تنقع في ماء فاتر وملح (فنجان صغير ملح لكل ستة لترات من الماء) لمدة خمس عشرة دقيقة؛ حتى يثبت لونها .

-لا يستخدم النوشادر؛ لأنه يعمل على تغيير الألوان .

-تغسل بماء دافئ وسائل الصابون -الذي قمنا بتصنيعه فيما سبق- ثم تشطف في ماء دافئ، مضاف إليه قليل من الخل بنسبة ملعقة كبيرة لكل أربع لترات من الماء الدافئ؛ لأن في ذلك إعادة لرونق الصوف وبهائه بعد غسله بالصابون ذي التأثير القلوي.

-عند غسل الملابس الصوفية المتعددة الألوان تلف بفوطة قديمة أو أي ثوب آخر، ثم تطوى وتعصر؛ حتى لا تختلط الألوان .

-الجوارب الصوف تغسل على وجهها أولا، ثم تقلب وتغسل على ظهرها، وينبغي أن تغسل الجوارب الجديدة قبل لبسها؛ حتى لا تبلى أو تتمزق بسرعة. وتغسل الجوارب الصوف حسب الطريقتين السابقتين.

تنظيف الملابس الحريرية: لغسل الملابس الحريرية يراعى الآتي:

-تُزَال البقع من الملابس الحريرية قبل غسلها، ولا تستخدم محاليل إزالة الألوان؛ لأنها تتلفها سريعًا.

-تنفَّض الملابس قبل غسلها لكي نتخلص من الغبار المتراكم عليها .

-تغسل بالضغط، عن طريق وضع سائل الصابون في ماء دافئ، ولا تدلك منها إلا الأجزاء القذرة؛ كطوق الرقبة والأكمام، ثم تشطف في ماء بارد لإزالة الصابون مرتين .

-يجب تجنب استعمال القلويات -حتى النوشادر- باستثناء الحرير الأسود الذي يفضل فيه وضع قليل من النوشادر فقط.

-وعند كيّ الحرير يبسط بين قطعتين من الشاش؛ حتى لا يتغير لونه من حرارة المكواة. وأخيرًا، يفضل معرفة رموز الغسيل والكي المثبتة على المنتج.

إزالة البقع من الملابس: على ربة البيت الإسراع في إزالة البقع عقب حدوثها مباشرة؛ لأن إزالتها تكون أسهل مما لو تركت لمدة طويلة، وتكون إزالة البقعة حسب نوعها وذلك كالآتي:

-بقع الفاكهة الحديثة في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تغطى بطبقة من ملح الطعام الناعم؛ لمنع انتشارها، ثم يصب عليها ماء دافئ، والبوراكس فتزول البقعة، ثم تغسل .

-بقع الفاكهة الحديثة في باقي أنواع الأنسجة تغطى بطبقة من ملح الطعام، ويصب عليها الماء الدافئ، وتكرر العملية حتى تزول البقعة، أو يضاف (البوراكس) إلى الماء.

-بقع الفاكهة القديمة في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تبلل البقعة بالماء المغلي، ثم يوضع عليها البوراكس وتترك قليلا، ثم يصب عليها ماء مغلي، أو تعالج بمحلول معالجة الألوان .

-بقع الشحم في جميع الأنسجة والألوان تكشط البقعة السطحية، ثم تدلك بزيت النفط (التربنتينا)، أو البنزين أو زيت البترول، ثم تغسل .

-بقع الصدأ في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تبلل البقعة وتوضع في وعاء ضيق، ويصب عليها الماء الساخن ثم يوضع عليها طبقة من ملح الليمون، وتدلك دلكًا خفيفًا بملعقة خشبية، وتترك بضع ثوان، ثم يصب عليها الماء المغلي. أو تعرض إلى بخار الماء المغلي، فتتلاشى البقعة، أو تبلل وتوضع في عصير الليمون وهو يغلى على النار، وأحيانًا يضاف إليه قليل من الملح، ثم البوراكس .

-بقع الصدأ في الأنسجة الملونة وباقي أنواع الأنسجة تستعمل المواد المذكورة، ولكن في محلول مخفف دافئ فقط، وبعد أن تزال البقعة يشطف النسيج في محلول قلوِيّ خفيف من صودا الغسيل أو الصابون ليتعادل الحامض .

ملحوظة: لا تعالج بقعة الصدأ بمحاليل التبييض المثبتة؛ لأنها تزيد ثباتها ولا تزيلها مطلقًا.

-تُزال بقعة الدم في الأنسجة القابلة للغسل بنقعها في ماء بارد، ثم تغسل غسلا عاديًّا، أو تنقع في ماء بارد وملح بنسبة ملعقة كبيرة لكل لتر ماء، ثم تشطف جيدًا لإزالة أثر الملح .

-تُزال بقعة الدم في الأنسجة القطنية والكتانية البيضاء بنقعها في الماء والملح مدة اثنتي عشرة ساعة؛ حتى يذوب الدم، ثم تشطف بالماء جيدًا، وتغسل بالماء والصابون، وتغلى بالطريقة العادية، ثم تعرض لضوء الشمس، فإذا لم تتلاشَ؛ تزال بمحلول إزالـة الألوان.

-تُزال بقعة الدم في الأنسجة غير القابلة للغسل -سواء كانت البقعة حديثة أو قديمة- بعمل عجينة من النشا، ثم تغطى بها البقعة، وتترك حتى تجف فيمتص النشا البقعة.

-تُزال بقعة الحبر القديم في جميع أنواع الأنسجة كما في حالة بقعة الصدأ، ثم تعاد العملية باستعمال البوراكس بعد الحامض؛ لإزالة الصبغة الزرقاء، أو يعالج بمحلول البوراكس المخفف.

-تُزال بقعة الحبر الحديث في جميع أنواع الأنسجة بشطفها بالماء البارد ليزول منه كل ما يمكن إزالته، ثم تدلك ببعض الليمون وملح الطعام أو تبلل باللبن النيِّئ ثم تغسل بالماء، فإذا لم تختفِ البقعة فيمكن استعمال الكحول .

-يُزال الشمع في الأنسجة القابلة للغسيل بكشط طبقة الشمع، ثم تغسل بالماء الساخن والصابون .

-يُزال الشمع في الأنسجة غير القابلة للغسيل بكشط طبقة الشمع السطحية، ثم توضع بين طبقتين من ورق النشاف، ويضغط عليها بمكواة، أو بظهر ملعقة ساخنة، مع تغيير موضع البقعة على الورق؛ حتى يمتص جميع الشمع المنصهر وتزول البقعة، وإذا ظهرت علامة على شكل حلقة خفيفة تعالج بالبنزين أو زيت التربنتينا.

-تُزال البقع الدهنية في الأنسجة القطنية والكتانية البيضاء والأنسجة القابلة للغسل بغسلها بالماء الدافئ أو الساخن والصابون والصودا حسب نوع النسيج.

-تُزال البقع الدهنية في حرير طبيعي أو صناعي بالبنزين، ثم توضع البقعة وظهرُها إلى أسفل على ورق النشاف أو على وِسَادة من النسيج اللَّيِّن، وتضغط بعد ذلك بمكواة معتدلة الحرارة .

-تُزال بقعة شراب أو حلوى أو مربَّى أو مواد سكرية في نسيج قطني بالماء الساخن والصابون، وإذا احتاج الأمر تُبَيَّض ببودرة (التلك).

-تُزال بقعة شراب أو حلوى أو مربَّى أو مواد سكرية في نسيج صوفي بماء فاتر مع نوشادر، حيث تبلل البقعة بالماء الفاتر، وتستعمل الفرشاة برفق بعد غمسها في الماء مع بعض نقط النوشادر.

-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج قطني بالكحول، ثم تغسل بالماء الساخن والصابون، ثم تشطف بماء ساخن .

-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج صوفي بالبنزين، ثم ترش عليها بودرة التلك مع إزالتها بالفرشاة .

-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج صناعي بالماء الفاتر وقليل من الصابون، ثم تشطف.

-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة حديثة العهد في نسيج قطني أو كتاني بماء ساخن أو مغلي وبوراكس، ثم تغسل غسلا عاديًّا.

-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة حديثة العهد في باقي أنواع الأنسجة بنقعها في ماء دافئ ثم تغسل حسب نوعها.

-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في الأنسجة القطنية أو الكتانية البيضاء بغسلها بالماء الساخن، وتغطى بمسحوق البوراكس، ويصب فوقها ماء مغلي، وتبيض بمحلول إزالة الألوان .

-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في نسيج قطني أو كتاني ملون أو قاتم بنقعها في محلول البوراكس الدافئ، وفي حالة الألوان الثابتة جدًّا تزال بمحلول الألوان المخففة جدًّا.

-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في نسيج حريري أو صوفي أو حرير صناعي بنقعها في محلول البوراكس الدافئ، أو تنقع في محلول فوق أكسيد الأيدروجين الدافئ (ماء الأكسجين).

-تُزال بقع اللبان في جميع الأنسجة بوضع قطعة من الثلج على البقعة فيتجمد اللِّبَان ويرفع بعد ذلك، ويزال الأثر الباقي بدعكه بالأستون، أما الحرير الصناعي فيزال أثر اللبان منه بدعكه بقطعة من لباب الخبز الإفرنجي أو الكيروسين.

تنظيف البيت من الحشرات :

تتحقق سلامة البيت في خلوه من كل الحشرات؛ لذا يجب مقاومة الحشرات والحيوانات الضارة في المنزل؛ حتى تتحقق السلامة والوقاية من الأمراض، ويكون التخلص من الحشرات المنزلية بمكافحتها والوقاية منها حسب نوع هذه الحشرات، وذلك كالتالي:

-حشرة الذباب تنقل التيفود والكوليرا والرمد الصديدي، ويتم التخلص منها برشِّ الحجرات بالمبيدات المخصصة لذلك، ثم تُغلق لمدة نصف ساعة أو ساعة، ثم يجمع الذباب ويرمى في صندوق القمامة.

-حشرة البعوض تنقل الحُمَّى الصفراء والملاريا، ويتم التخلص منها بردم البرك والمستنقعات حتى لا يتكاثر البعوض فيها، أو ترش بمادة كيماوية تقتل اليرقات. ويصب الكيروسين في بالوعات تصريف المياه في المنازل، وخصوصًا في وقت الصيف، بالإضافة إلى استعمال المبيدات كالفليت وغيره .

-حشرة القمل تنقل التيفود، ويتم التخلص منها بدهن الشعر بمرهم الزئبق بعد غسل الرأس بالماء الساخن والصابون، مرة كل ثلاثة أيام، وتستمر هذه العملية لمدة عشرين يومًا، أو يدلك الشعر بحوالي ملعقة شاي من بودرة تحتوى على مادة (د.د.ت) كل ثمانية أو عشرة أيام.

ويباد قمل الملابس برش الملابس على ظهرها ببودرة تحتوى على مادة (د.د.ت) بنسبة 10% وتترك أربعًا وعشرين ساعة تقريبًا، ثم تُغْسَل ويُغْلَى القطن الأبيض منها وتُكْوَى، مع مراعاة كثرة تعريض المفروشات لأشعة الشمس.

-حشرة الصراصير تنقل السرطان، ويتم التخلص منها بسد فوهة البالوعات والمراحيض، وخاصة في الليل، ويصب محلول مكوَّن من حامض الفنيك، وقليل من الكيروسين في البالوعات والمراحيض.

وتُرشُّ جدران المطبخ والحمام بالمبيد الحشري، وتوضع كرات من الدقيق المعجون بالبوراكس والسكر في المكان الذي يكثر فيه وجود الصراصير، وتصنع هذه العجينة من ملء فنجان شاي بوراكس وملعقة كبيرة سكر وماء ودقيق؛ حيث يغلى البوراكس في الماء ويضاف إليه السكر؛ ويعجن بالدقيق عجينة يابسة وتكوَّر وتوضع في الأماكن التي بها الصراصير .

-حشرة البراغيث تنقل الطاعون؛ حيث ينتقل عن طريقها من الفئران والقطط والكلاب إلى الإنسان، ويتم التخلص منها بعرض المفروشات لحرارة الشمس القوية جدًّا، واتباع أساليب النظافة التامة، واستخدام المبيدات.

-الفئران تنقل الطاعون، ويتم التخلص منها باستعمال المستحضرات السامة الجاهزة للقضاء على الفئران، واستعمال مصائد الفئران بوضعها تحت المنضدة أو قريبًا من الحائط، بعيدًا عن الممرات.

-حشرة العتة تصيب الملابس، ويتم التخلص منها بتعريض الملابس المخزنة للضوء. وتنظيف الملابس وإزالة البقع قبل تخزينها، مع إحكام غلق أماكن تخزينها، وتُرش الدواليب وأماكن التخزين بالمبيدات، ويمكن استعمال النفتلين.



التخلص من روائح المطبخ:

الرائحة الجميلة في البيت تؤدى إلى راحة النفس وهدوء الأعصاب؛ لذا يجب على ربة البيت أن تتخلص من روائح المطبخ، وذلك كالتالي:

-رائحة الثوم والبصل تزال من اليد بدعك الأصابع بالملح والماء البارد، أو تدعك بقطعة من البطاطس النيئة أو بمجموعة من عروق البقدونس .

وتزال من نصل السكين بدعكها بقطعة من البطاطس النيئة، ثم تُغْسَل جيدًا، واستخدامها في تقطيع الطماطم بعد تقطيع البصل أو الثوم يؤدى إلى إزالة الرائحة.

-للتغلب على رائحة الجمبري أثناء سلقه؛ يضاف معه بعض أوراق الكرفس الأخضر.

-للتغلب على رائحة السمك في الأطباق يضاف قليل من الخل لماء الغسيل.

-للتغلب على رائحة الكرنب والقرنبيط يضاف بعض الكمون أثناء السلق.

بيتنا جميل


فطر الله النفوس على حب الجمال؛ لذلك تنسجم الفطرة السليمة مع كل ما هو جميل، وترتاح إليه، وتأنس به. ولقد خلق الله الكون بما فيه في أحسن صور الجمال، والإنسان يستطيع أن يلمس ذلك الجمال في كل مخلوقات الله فهي تنطق بالجمال وحسن الصنعة.

والجمال صفة أحبها الله وأحب كل من يتحلى بها ؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال) [مسلم].

لكل ذلك، فإن الأسرة المسلمة تحب جمال الباطن وجمال الظاهر معًا؛ وهما جمال الخلق وجمال الصورة. ولتحقيق الجمال في البيت المسلم ينبغي مراعاة بعض الأسس والقواعد، منها:

-لا يُشْتَرَط في الجمال فخامة الأثاث وغلو ثمنه، وإنما يتحقق بالتنظيم الجيد والتنسيق الحسن للأثاث حتى وإن كان بسيطًا .

-القصد الاعتدال فيما ينفق من أموال لتجميل البيت .

-الاعتماد على الأشياء البيئية الطبيعية التي حبانا الله بها، فيمكن لمن يعيش في البيئة الساحلية أن يستغل أصداف البحر وقواقعه في عمل أشكال جميلة تستخدم في الزينة، ويمكن لمن يعيش في البيئة الريفية ؛حيث انتشار الخضرة والأشجار أن يصنع أشكالا جميلة من عيدان بعض النباتات أو الفخار أو غير ذلك، وجعلها قطعًا فنية رائعة.

ويمكن تجميل الحوائط باستخدام ورق الحائط أو الطلاء الجميل الجيد، أو باستعمال الأخشاب أو المرايا، وقد تستخدم اللوحات الطبيعية ذات الألوان الجميلة، مثل: صور الأنهار والأشجار والجبال والبحار، التي تدل على عظمة الخالق -عز وجل-، وعند استخدام هذه الصور واللوحات يراعى التناسب بين حجم الجدران وحجم اللوحات والمناظر الطبيعية. ولاشك أن الصور الطبيعية تساعد في التغلب على ضيق المكان، كما أن استخدام المرايا يعطى إحساسًا بمضاعفة مساحة المكان واتساعه، ويمكن استخدام النوع المرسوم عليه بالألوان الجميلة .

ويمكن استخدام اللوحات التي تحمل آيات قرآنية وبعض ما أثر من الحكم أو الأدعية والأذكار في تجميل البيت بالإضافة إلى أنها تذكر بالله سبحانه، فتوضع لوحة دعاء دخول البيت في المدخل، ولوحة دعاء النوم في حجرة النوم مثلا.

ويجب على الأسرة المسلمة ألا تستعمل التماثيل في تجميل بيتها، فعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب، ولا صورة تماثيل) [البخاري].

واستخدام الستائر على نوافذ البيت تزيد من جماله، فضلا عن أنها تستر عورات البيت، وأهم ما يراعى عند استخدام الستائر توافق لونها مع جدران وأثاث ومفروشات البيت، ويراعى جيدًا طريقة تثبيتها وطريقة تحريكها حتى يمكن فتحها وغلقها بسهولة .

وتجميل حجرة الطفل ضرورة، فهي عالمه الخاص؛ يعتز بها، ويشعر فيها بالراحة والاستقلال، وكلما كانت منسقة ونظيفة شعر فيها بالاستقرار النفسي؛ لذا يجب الاعتناء بها وتجميلها بالمناظر الطبيعية والصور البسيطة التي تناسب عمره، ويمكن استخدام اللُّعَب في تجميل حجرة الطفل لتعطيها لمسة جمال خاصة به.

وتجميل المائدة من الأمور المهمة في البيت، وأيًّا كان شكل المائدة وحدودها وإمكاناتها، فإنها يجب أن تكون جميلة وجذابة، وتفصح عن ذوق رفيع في

تزيينها، يمكن تجميل مفروشات البيت عن طريق زخرفة وتطريز بياضات وأقمشة الغرف المختلفة بدلا من شراء المفروشات المزخرفة بأسعار مرتفعة، وقد يكون التطريز أو الزخرفة بالطريقة اليدوية أو الطريقة الآلية أو غير ذلك من طرق الزخرفة والتزيين.

وتستخدم نباتات الزينة في تجميل البيت، فهي تعطى جمالا وراحة نفسية لأهل البيت، كما أن لها أهمية صحية حيث تعمل على تنقية الهواء، وتستخدم كذلك الورود والأزهار، وهناك نباتات الظل التي تصلح للنمو داخل البيت، وأخرى ضوئية شمسية تصلح لشرفات البيت وحديقته، ويجب عند شراء هذه النباتات معرفة طرق العناية بها، ويمكن الاستفادة بأية زجاجات أو أوانٍ فارغة، وتجميلها، وتحويلها إلى أشكال جميلة تستعمل كآنية تزرع فيها نباتات الزينة.

وأسماك الزينة بأشكالها الجميلة وألوانها البديعة -خاصة إذا زودت بالإضاءة المناسبة- من مظاهر الجمال الطبيعي التي تضفي جمالا وبهجة على مشاعر أهل البيت. ويجب مراعاة حجم الحوض مع أعداد السمك، كما يجب أن يتناسب الحوض مع سعة المكان الذي يراد تزيينه، وينبغي وجود نباتات في الأحواض لتنمو بها الطفيليات المائية التي يتغذى عليها السمك، إضافة إلى أنها تمتص

ثاني أكسيد الكربون فتسهل على السمك عملية التنفس، كذلك يمكن تجميل قاع الحوض بالأعشاب والأحجار والصدف والذي يفيد كثيرًا عندما يضع السمك بيضه.

إن جمال البيت المسلم يجب أن ينعكس على جمال الأفراد؛ فيبدو كل واحد منهم في أجمل صورة وأحسنها، ويجب على المرأة المسلمة أن تحرص على جمالها أمام زوجها، فمن تمام سعادة الرجل أنه إذا نظر إلى زوجته سَرَّتْه، فيجب أن يكون أجمل ما في البيت سيدته ومليكته وراعيته، والمرأة بطبيعتها تحب التجمل والتزين والتعطر، والإسلام لا يمنعها من ذلك مادام في الإطار الشرعي الذي أباحه اللَّه، ولقد حث الإسلام المرأة أن تتزين لزوجها وتتجمل له؛ لتصبح كالكوكب الدري في فلك الأسرة .

والرجل يتجمل لزوجته كما تتجمل له، ليشعرها بمدى أهميتها بالنسبة له، وبأنه يحرص على إرضائها كما تحرص هي على إرضائه، وبذا تدوم المحبة بينهما.

بيتنا صحي


الصحة نعمة من الله لا يعرف فضلها كثير من الناس؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)._[البخاري والترمذي وابن ماجه]، والصحة تاج على رءوس الأصحاء، ولذا فإن الأسرة المسلمة تراعى الأمور التالية لكي تتحقق لها الصحة الجيدة:

-النظام لأنه مفتاح صحة البيت المسلم، فهو مطلوب في كل جوانب الحياة، كالنوم وتناول الطعام.

-الهواء والشمس لأنهما من أهم ضمانات الصحة في البيت.

-وجود النباتات الطبيعية الخضراء حول البيت وداخله تعمل على توافر الأكسجين ونقاء الهواء.

-المحافظة على اعتدال درجة حرارة البيت .

-النظافة الجيدة عامل من عوامل الصحة الجيدة .

-مواصفات الأثاث الصحية تضمن راحة أفراد الأسرة .

-الوقاية خير من العلاج.

-متابعة الأحوال الصحية لأفراد الأسرة؛ لتفادي الأوبئة والأمراض المعتادة التي تنتشر في أوقات معينة، والإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية كالتطعيمات والأمصال المختلفة ضد الأمراض العديدة .

-الحرص على ارتداء الملابس المريحة؛ حتى لا تعوق حركة الدم في الجسم مع مراعاة ارتداء الملابس الثقيلة في الشتاء والخفيفة في الصيف .

-مراعاة اتباع الإرشادات الصحية في أوضاع الجسم عند القيام والقعود والنوم وصعود السلم ونزوله وعند مشاهدة التليفزيون، وعند حمل الأثقال أو رفعها.

-الطعام الجيد كامل القيمة الغذائية من أهم عوامل سلامة البدن من الأمراض؛ فيجب أن يكون الطعام كافيًا، وأن يحتوي على كافة العناصر الغذائية المطلوبة للجسم، وأن يناسب أعمار أفراد الأسرة، وظروفهم الصحية .

أنواع العناصر الغذائية اللازمة للجسم، والأطعمة التي تحتوى عليها:

البروتينات: وهي أغذية بناء الجسم، فهي تمده بالمركبات التي يحتاج إليها في النمو، وتعوضه عما يفقده من أنسجة؛ لذا ينبغي العناية بأغذية البناء في غذاء الأطفال؛ لأن نقصها يؤدى إلى ضعف عملية بناء وتجديد الأنسجة. وهذه الأغذية توجد في اللحوم والأسماك والبيض واللبن. وفي البقوليات، مثل: فول الصويا، والفاصوليا، والبسلة، وغيرها.

النشويات والسكريات والدهون: وهي أغذية الطاقة، فهي تمنح الجسم الطاقة اللازمة لبذل الحركة والجهد العضلي، ويجب عدم الإكثار منها؛ حتى لا تؤدى إلى السمنة. وهي توجد في الحبوب كالقمح والذرة والأرز، وفي الفاكهة، وفي المربات والحلوى، وفي بعض الدرنات؛ كالبطاطس والقلقاس، وفي الدهون الحيوانية؛ كالزبد والسمن، وفي الدهون النباتية؛ كزيت الذرة والزيتون، وزيت بذرة القطن.

فيتامينات وأملاح معدنية: وهي أغذية الوقاية؛ حيث تحمي الجسم من الأمراض، وتزيد من حيوية الجسم، وهي توجد في الخضر والجزر، وفي الفاكهة، وفي الأسماك.

ومن العادات الغذائية السيئة:

-شرب الشاي أو المنبهات أثناء الطعام أو بعده مباشرة مما يمنع امتصاص الحديد من الطعام، ويتسبب عنه فقر في الدم؛ لذا من الأفضل تناول الشاي بعد الأكل بساعتين أو أكثر .

-عدم مضغ الطعام مضغًا جيدًا يجهد المعدة ويسبب عسر الهضم .

-الإكثار من المواد الغذائية الحريفة يؤدي إلى قرحة في المعدة.

-كثرة الأطعمة المقلية والمحمرة المطهية في الدهون تؤدي إلى عسر الهضم، كما أنها تجهد الجهاز الهضمي.

-عدم تناول وجبة الإفطار يقلل من جهد الإنسان وطاقته .

-شرب المياه الغازية أو المياه العادية أثناء الطعام يؤدي إلى تخفيف العصارة الهاضمة، وبالتالي يؤدي إلى عسر الهضم .

-يجب غسل اليدين قبل الأكل وقبل إعداد الطعام، ولا ينبغي تمشيط الشعر في المطبخ حتى لا يتساقط الشعر في الطعام .

بعض الملاحظات الصحية:

-تجميد اللحوم والأسماك في الثلاجة أكثر من مرة يؤدي إلى فسادها؛ لذا يجب تقطيعها في أكياس، كل كيس يكفي لإعداد وجبة واحدة .

-تُحضَّر السلطات قبل تناول الوجبة مباشرة؛ حتى لا تفقد فيتاميناتها نتيجة تعرضها للهواء.

-لا يستخدم الزيت للتحمير أكثر من مرتين، ويراعى تصفيته جيدًا للتخلص من الشوائب .

-يمكن الاستفادة من الماء الناتج عن سلق الخضر عدا الكرنب والبطاطس والقرنبيط.

-يفضل أن يتبل اللحم والدجاج والسمك بالبصل والليمون قبل التحمير أو الشَّي، ثم يتبل بالملح والتوابل بعد ذلك .

-إذا كان الملح في الخضر المطهية زائدًا عن المطلوب يمكن امتصاصه بإضافة ثمرة صحيحة من البطاطس، ثم التخلص منها بعد النضج.

-معظم المادة الغذائية في الخضر التي يتم تقشيرها توجد تحت القشرة مباشرة كالبطاطس والكوسة والباذنجان؛ لذا يجب عدم المبالغة في تقشيرها، فتصبح القشرة سميكة، وتفقد كثيرًا من المواد الغذائية الهامة.

-عند طهي الأطعمة المحتوية على مواد مخاطية، مثل : البامية والقلقاس يضاف عصير الليمون في السائل قبل إضافة الخضر للاحتفاظ بالقيمة الغذائية.

الأوضاع الصحية للجسم خلال العمل:

-عند رفع شيء من فوق الأرض، يستحسن ثنى الركبتين، مع المحافظة على الجذع في وضع مستقيم.

-عند حمل الأشياء الثقيلة، يراعى أن تكون قريبة من الجسم ما أمكن ذلك .

-عند نشر الملابس توضع الملابس المبللة في إناء على كرسي أو منضدة عالية؛ لمنع تكرر الانحناء عدة مرات .

-عند الكنس أو المسح أو تلميع الأرضيات يراعى أن تكون الأدوات المستخدمة ذات طول مناسب؛ لمنع انحناء المرأة كثيرًا .

-عند تحريك الأشياء الثقيلة يراعى أن تجمع قوة الدفع عند مركز ثقل الجسم المراد دفعه .

-عند جلوس ربة البيت لأداء بعض الأعمال ، يجب مراعاة سهولة حركة اليدين، وأن يكون ارتفاع المنضدة التي تجرى عليها العمل والكرسي الذي تجلس عليه مناسبين لطبيعة العمل ، وجسم المرأة .

الإسعافات الأولية:

-عدم الإسراع في إعطاء أي دواء إلا عند التيقن من أنه خاص بالحالة المعالجة وبالرجوع إلى الطبيب.

-في حالة وقوع كسر أو التواء يجب التوجه إلى أقرب مستشفي بها استقبال حوادث لعمل الجبيرة اللازمة بمعرفة الطبيب المختص.

-في حالة دخول أي جسم غريب إلى أي جزء من جسم الإنسان مثل قطع الزجاج أو الخشب أو مسمار أو خلافه ، يجب جذبه واستخلاصه من الجسم إذا كان ظاهرًا بواسطة (الجفت)، ثم يطهر موضعه بإحدى المطهرات الموجودة ، أما إذا تعذر إخراجه فيجب التوجه إلى أقرب مستشفي أو عيادة لعمل الإسعافات اللازمة .

-يفضل عدم استخدام أية أدوية للعين أو الأذن إلا بعد استشارة الطبيب .



الصيدلية المنزلية:

وجود صيدلية في البيت أمر ضروري ولازم؛ لإسعاف المصاب بشكل سريع ومؤقت لحين وصـول الطبيب أو الإسعاف أو لحين الانتقال إلى المستشفي .

وليس من الضروري أن يكـون أحد أفراد الأسرة طبيبًا أو صيدليًّا؛ كي تجهز الصيدلية، فقليل من الخبرة والاهتمام يكفي، مع مراعاة الأمور التالية:

-تحفظ الصيدلية في مكان خاص وتثبت بعيدًا عن متناول الأطفال منعًا لحوادث التسمم بالأدوية نتيجة لتناول الأطفال لها ظنا منهم أنها نوع من الحلوى خاصة بعد التطور الخطير في تغليف عبوات الأدوية الحديثة، وعدم توفر عبوات الأمان التي يصعب على الطفل فتحها .

-يفضل أن تكون الصيدلية المنزلية على هيئة أرفف كل رف به نوعية مستقلة من الأدوية، مثل: رف لأدوية الحروق والجروح (الإسعافات الأولية)، ورف لأدوات الغيار والأربطة وخلافه، ورف لأدوية العيون (القطرات والمراهم) الموصوفة من الطبيب، ورف للأدوية التي تتعاطى عن طريق الفم.

-يفضل عمل صيدلية خاصة لأدوية الأطفال .

-أن تكون الصيدلية في مكان جيد التهوية، بعيدًا عن الحرارة العالية أو الرطوبة، وهناك أدوية يجب حفظها بالثلاجة، فيجب أن تكون في مكان بعيد عن أيدي الأطفال أو توضع في المكان المخصص للأدوية الطبية في الثلاجة، إن وجد.

-تكتب أسماء الأدوية بخط واضح مقروء على العلب المحفوظة بها، إذا لزم ذلك.

-إذا وجد أكثر من مريض في وقت واحد في المنزل، فيجب كتابة اسم كل مريض على الدواء الخاص به، منعًا لاحتمال تناول دواء مريض آخر، وما قد يترتب على ذلك من آثار غير مرغوبة .

-تُعْطَى الأدوية للمريض بجرعاتها المحددة وفي المواعيد التي يقررها الطبيب والصيدلي، ويجب ألا ينقطع المريض عن تعاطى الأدوية المحددة له من قبل الطبيب المعالج، واتباعًا لإرشادات الصيدلي إلا باستشارة طبية، كذلك عدم استخدام الدواء بجرعات أكثر من التي حددها الطبيب.

-عدم تكرار المريض للدواء من تلقاء نفسه دون استشارة طبية.

-في حالة تعاطي بعض الأدوية وظهور أعراض حساسية لنفس الـدواء، مثــل: ظهـور طفح جلدي أو احمرار بالجلــد أو الموضع الذي وضع عليه العلاج كما في حالة المراهم وقطرات العيون والدهانات، فيجب توقف المريض عن تعاطى العلاج فورًا، واستشارة الطبيب أو الصيدلي في أقرب فرصة منعًا لحدوث مضاعفات.

-في حالة وجود مريض في الأسرة يستخدم أدوية مزمنة، مثل علاج أمراض السكر أو الضغط أو القرحة أو الروماتيزم وخلافه؛ يجب أن توضع هذه الأدوية في ركن مستقل بالصيدلية ولا يفتح إلا بواسطة المريض نفسه أو من يقوم بإعطائه العلاج منعًا لحدوث اختلاط هذه الأدوية العامة بالصيدلية المنزلية.

-توافر بعض الأدوات المهمة في الصيدلية مثل: مقص جراحي، جفت، قربة كمادات، قفاز طبي، أربطة شاش، أربطة ضاغطة، لفات بلاستر، قطع قطن طبي، ترمومتر طبي.

في بـيتنا مريض :

المرض ابتلاء من الله يبتلى به من يشاء من عباده ليختبره ويطهره من آثامه ، قال صلى الله عليه وسلم: (عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيرًا له) [مسلم].

وقد يصاب أحد أفراد الأسرة بمرض يلزمه الفراش، أو يوجد أفراد مسنون يحتاجون لرعاية خاصة، فمثل هذه الحالات لابد لها من الاهتمام والرعاية الخاصة، ويجب أن يتوافر الهدوء والراحة النفسية في حجرة المريض؛ حتى تكون عاملا مساعدًا على الشفاء، ولذلك يجب:

-الاهتمام بالمريض والدعاء له بالشفاء، لإدخال البهجة والسرور عليه؛ فندعو ونقول: (أذهب الباس رب الناس. اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا) [البخاري].

(اللهم رب الناس! مُذهب الباس، اشف أنت الشافي، ولا شافي إلا أنت، اشف شفاءً لا يغادر سقمًا) [أحمد والبخاري].

-أن تكون إضاءة حجرته مناسبة، فتكون هادئة وخافتة؛ لتعطى إحساسًا بالراحة والهدوء، مع مراعاة عدم تسلط الضوء على عين المريض مباشرة، وإذا احتاج إضاءة قوية لقراءةٍ أو ما شابه ذلك فلا مانع إن كانت حالته الصحية تسمح بذلك.

-أن تكون تهوية الحجرة مناسبة، فلا يتعرض المريض لتيارات هوائية شديدة، وعند فتح النوافذ لتهوية الحجرة، توضع الحواجز (بارافانات)؛ حتى لا يندفع الهواء نحو المريض مباشرةً أو تفتح النوافذ فتحة بسيطة، وكذا فالمحافظة على درجة حرارة الحجرة بصفة مستمرة لها أهمية كبيرة.

-الاهتمام بنظافة الحجرة باستمرار بما لا يزعج المريض، ويراعى استخدام المطهرات أثناء عملية التنظيف، كما يراعى قدر الإمكان الإقلال من الغبار المثار والصوت الناتج عن عملية التنظيف .

-ضرورة وجود الأزهار والنباتات في حجرة المريض؛ لأنها تضفي نوعًا من البهجة والانتعاش الذي يساعد المريض على الراحة النفسية، كما أن تغيير شكل وتنظيم الأزهار من وقت لآخر يساعد على الإحساس بالتجدد وعدم الملل والرتابة، ويلاحظ وضع الأزهار ذات الرائحة النفاذة بعيدًا عن سرير المريض إذا تطلبت ظروفه الصحية ذلك .

-تلبية رغبات المريض، وتوفير لوازمه دون أن يطلبها.

-إذا كان المريض يستطيع خدمة نفسه، فيفضل أن تكون الأدوية التي يحتاج إليها في متناول يده على منضدة مجاورة له، ومعها كوب ماء، ومناديل ورق، وساعة صغيرة، ومصحف، وكتاب يفضله، ومذياع صغير... وما شابه ذلك.

بيتنا مرح


البيت المسلم لا يخلو من الدعابة والمرح، رغم أنه بيت جهد وعمل، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك، فكان ضحاكًا بسامًا، فعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أضحك الناس وأطيبهم نفسًا._[الطبراني].

والمرح في البيت المسلم لا يخدش الحياء، ولا يزعج الجيران، ولا يميت القلوب، ليس فيه سخرية، ولا غيبة، ولا عيب في أحد، لكنه يجدد النشاط، ويقضى على الرتابة والملل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (روحوا القلوب ساعة فساعة) [أبو داود] .

ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يداعب أهله ويمازحهم، فامتلأت بيوته صلى الله عليه وسلم بالمرح والسعادة؛ فعن عائشة -رضى الله عنها- أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قالت: فسابقته فسبقتُه على رِجْلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، قال: (هذه بتلك السبقة) [أبو داود].

وعنها أيضا قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا التي أسأم (أملُّ). فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو._[متفق عليه].

وكان صلى الله عليه وسلم يداعب صغار أهل بيته ويمازحهم ويضاحكهم، فعن عبدالله بن الحارث -رضى الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصُفُّ عبدالله وعبيد الله وكثيرًا من بنى العباس -رضى الله عنهم- ثم يقول: (من سبق إلى فله كذا وكذا). قال :فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم._[أحمد].

وعن جابر -رضى الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين -رضى الله عنه- يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يده، فجعل حسين يفر ههنا وههنا فيضاحكه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله._[الطبراني].

التليفزيون والفيديو في البيت المسلم :

يعتبر التليفزيون من أخطر وسائل الإعلام الحديثة، وهو سلاح ذو حدين، فقد يستغل في غرس المبادئ والقيم، أو يكون معول هدم يحطم القيم ويفسد الأخلاق. ودور التليفزيون لا يقل خطورة عن دور الأسرة والمدرسة خاصة مع الأطفال والشباب، والبعض يطلق عليه الأب الثالث تعبيرًا عن شدة تأثيره معرفيّا ووجدانيًّا وسلوكيًّا على الأبناء، ومن هنا فلابد من الحذر مما يقدمه التليفزيون، وهذا ليس معناه رفض التليفزيون لذاته، ولكن المطلوب استخدامه فيما يفيد وفيما يرضي الله -سبحانه- بحيث يغرس الأخلاق ويدعو للفضيلة، وبذلك يصبح وسيلة للتعليم والتربية، وليس وسيلة لتحطيم الأفكار التي تلقاها الطفل من بيته ومدرسته.

فيجب عدم مشاهدة البرامج غير النافعة، وإقناع الأبناء بطريقة لطيفة بأن كثيرًا مما يعرض على شاشة التليفزيون ضرره أكثر من نفعه، كما يجب أن يتفادى أفراد الأسرة السهر أمام شاشة التليفزيون، لما في ذلك من إضاعة للوقت مما ينتج عنه ضياع صلاة الفجر في وقتها، أو التأخر في الاستيقاظ بالإضافة إلى الكسل والخمول لعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم .

والفيديو أحد الأجهزة الإعلامية المهمة، ويجب التحكم فيما يعرض فيه من خلال الأب والأم، عندئذٍ يمكن استخدام هذا الجهاز استخدامًا صحيحًا، وذلك بمشاهدة البرامج النافعة والهادفة التي تساعد في تربية الأبناء وتوجيههم وتعليمهم، وما ظهر من أفلام تعالج قضايا مهمة للأسرة.

وعلى المسلمة أن تزود مكتبة بيتها بشرائط الفيديو العلمية والدينية، كما يجب عليها أن تراقب أبناءها فيما لديهم من أشرطة، وتتابعهم حتى لا تتسرب إليهم أفلام فاسدة عن طريق أصدقاء السوء، مع توفير البديل الصحيح الذي يشبع رغباتهم.


بيتنا مقتصد


يقوم اقتصاد البيت المسلم على مجموعة من القيم والأسس التي تميزه عن غيره، منها:

*الإيمان بأن المال مال الله، وأن أفراد الأسرة مستخلفون فيه، قال تعالى: {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} [الحديد: 7].

* الإيمان بأن الله فَضَّل بعض الناس على بعض في الرزق، قال تعالى: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق} [النحل: 71]. والتفاضل في الرزق يعنى تفاوت الناس فيما قدر لهم من أرزاق، وليس معناه أن الغنى أفضل من الفقير، بل الأفضلية عند الله بالتقوى والعمل الصالح، فللفقراء منزلة عظيمة عند الله، متى تحلَّوْا بالصبر والرضا بما قسمه الله، وهذا لا يعنى أن نتمنى الفقر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر).

[أبو داود والنسائي وأحمد] بل إننا مطالبون بالعمل والسعي والكسب حتى لا نكون فقراء.

*الالتزام بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم النظر إلى من هو أعلى منا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله) _[مسلم] .

* الكسب الحلال، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172] فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} [البقرة: 267]، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به) [الترمذي وأحمد]. والكسب الحلال أحد أسباب استجابة الدعاء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... ومطعمه حرام، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك) [مسلم].

*مسئولية الرجل عن الإنفاق، يقول تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34]، والإنفاق يكون في حدود الطاقات المادية، يقول تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرًا} [الطلاق: 7]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة) [الطبراني].

* الاعتدال في الإنفاق وتدبير شئون البيت، قال تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29].

وقال أبو بكر -رضى الله عنه-: إني أبغض أهل البيت الذين ينفقون رزق أيام في يوم واحد.

ولقد أوصت سيدة صالحة ابنتها: لا تكلفي زوجك إلا ما يطيق طبقًا للأحوال، وارفعيه بيدك عن مواطن الضعف و الضيق، فحمل الصخور أخف من حمل الديون.

*إدراك الفرق بين الاقتصاد والشح، فالمسلم منهي عن البخل والشح، ولا شك أن ضرورات عصر تختلف عن ضرورات عصر آخر، وضرورات بيت تختلف عن ضرورات بيت آخر، والعبرة ألا يشتري إلا ما هو ضروري للاستعمال .

*ترتيب أولويات الإنفاق في حدود الكسب، فيكون الاهتمام بالضروريات ثم الكماليات، ويجب البعد عن الإنفاق غير المشروع، مثل الإنفاق على وسائل اللهو غير المشروعة، أو شراء ما حرمه الشرع من طعام أو شراب .

* ادخار الفائض من الحاجات الأساسية، فقد يحتاج البيت لهذا الفائض بعد ذلك، وخاصة في حالات الشدة و الضيق .

* إعداد الميزانية، ويقصد بها توزيع الموارد المحدودة على الحاجات المتعددة. والقصد من وضع الميزانية حسن استغلال الموارد.

ومن الأشياء التي يجب مراعاتها أثناء إعداد الميزانية:

-أن يتعلم أفراد الأسرة كيفية صنع القرارات السليمة والحكيمة، التي تساعدهم على اتباع أفضل الطرق لاستعمال ما يتوفر لديهم من موارد و إمكانيات؛ لتحقيق ما يرجونه من أهداف، وما يتطلعون إليه من آمال في حياتهم.

-الاعتماد على الشورى بين أفراد الأسرة ، لضبط الميزانية كلما أمكن، فمشاركة أفراد الأسرة في إعداد الميزانية تعطى حافزًا معنويا وعزيمة لكل أفراد الأسرة، كما أنها تساعدهم في إنجاح الميزانية وتجعلهم يتحملون جميعًا عبء ضبطها.

-تنظيم عملية الإدارة المنزلية؛ والتخطيط السليم، ليسهل حل المشكلات التي تواجه أفراد الأسرة، والموازنة بين مسئولية الفرد نحو الأسرة ومسؤولية الأسرة نحو الفرد.

وتتكون العملية الإدارية من خمس مراحل، هي: تحديد الهدف، والتخطيط، والتنظيم، والتنفيذ، والتقييم. وذلك مع مراعاة الالتزام بعناصر العملية الإدارية مثل:

* تقدير قيمة الوقت، والجهد المبذول من كل فرد من أفراد الأسرة، و غير ذلك.

* مراعاة مستويات الأفراد.

* حساب الظروف الطارئة .

* تحديد حجم الموارد، وتقسيم موارد الأسرة إلى موارد بشرية، وموارد غير بشرية.

فمن الموارد البشرية: المهارات والقدرات والميول والطاقات والاتجاهات.

ومن الموارد غير البشرية: الوقت والمال والممتلكات وتسهيلات المجتمع.

وهناك بعض العوامل التي تؤثر في موارد الأسرة مثل : مستوى معيشة الأسرة ، وحجمها، ومكان السكن، والمرحلة التي تعيش فيها، وغير ذلك.

ترشيد استهلاك المواد الغذائية:

يتم ترشيد استهلاك المواد الغذائية، باتباع خطوات محددة، منها:

-معرفة السلع من حيث جودتها وسعرها.

-معرفة بدائل السلع الأساسية؛ حتى يمكن الاستعانة بها عند اختفاء سلعة أو ارتفاع ثمنها.

-عدم الوقوع تحت تأثير الإعلانات، حيث إن دورها يكون سلبيا في غالب الأحيان، ويهدف إلى التأثير على الناس لشراء ما لا يحتاجون إليه.

-شراء الاحتياجات الأساسية بالكميات التي يحتاج إليها دون زيادة.

-اختيار البضاعة المناسبة لدخل الأسرة، و الموجودة في أسواق الجملة القريبة من المسكن.

-مراعاة التوقيت المناسب لشراء السلع؛ فهناك بعض المواسم التي تقل فيها أسعار السلع، مثل الطماطم ، فيمكن شراء كمية كبيرة و تحويلها إلي(صلصة)، لتُستعمل في الأيام التي ترتفع فيها أسعار الطماطم .

-عدم طبخ كميات كبيرة من الطعام تزيد عن الحاجة، كما أنه ليس هناك داعٍ للإكثار من الأصناف المطهية في الوجبة الواحدة .

-الاستفادة من بواقي الأطعمة، بدلا من التخلص منها .

-ومن أشكال الترشيد ألا يرمى جزء كبير من الثمرة مع قشرتها .

-عند إعداد المائدة يوضع عليها طعام قدر الحاجة فقط، فالإسلام يوجهنا إلى أن اللقمة نعمة يجب المحافظة عليها وصيانتها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، و لا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدرى في أي طعامه تكون البركة) [مسلم] .

-استعمال الأدوات المنزلية غير القابلة للكسر أثناء العمل في المطبخ، و يقتصر استعمال الأدوات ذات القيمة على المناسبات.

ترشيد استهلاك الملابس:

-إن معرفة سيدة البيت بالأشغال اليدوية، مثل: الخياطة والتفصيل والتطريز من الأشياء التي تساعد على ترشيد الاستهلاك في جانب الملابس؛ حيث يمكن توفير جزء كبير من الميزانية كان سيوجه إلى شراء الملابس الجاهزة.

-شراء بواقي الأقمشة بأسعار رخيصة، مع اختيار الألوان المتناسقة لعمل ملابس الأطفال.

-عند حدوث تلف أو قطع في أجزاء الملابس يجب الإسراع بإصلاحه حتى لا تفسد كلها، كذلك يجب تثبيت الأزرار عند اختلالها؛ حتى توفر ثمن إعادة شرائها .

-مراعاة الطرق الصحيحة في الغسل والكي والتجفيف؛ لأنها تحافظ على الملابس لأطول فترة ممكنة .

-يمكن استخدام ملابس الطفل الكبير لأخيه الأصغر منه؛ لتوفير ثمن الملابس الجديدة، ولكن بشرط مراعاة الناحية التربوية؛ فلا تكون كل ملابس الأخ الأصغر هي الفائضة عن الأخ الأكبر، فيترجم ذلك على أنه تفرقة في المعاملة بين الإخوة مما يسبب الغيرة و العداوة بين الأشقاء. وعند إعطائه ملابس أخيه يجب إقناعه بتقبل ذلك بصورة عادية؛ وذلك بغرس الحب بين الأخوين، وتوضيح أنه لا فرق بينهما، وأن أخاه يعطيه ملابسه بدافع الحب.

ترشيد استهلاك الأجهزة الكهربائية:

لقد منَّ الله على البشرية بالعلم، وكان من آثار هذا العلم المخترعات الحديثة التي يسَّرتْ سُبُلَ الحياة، ووفرت كثيرًا من طاقات الإنسان؛ لذا يجب المحافظة على الأجهزة الكهربية وصيانتها ومعرفة كيفية التعامل معها، وهناك بعض التعليمات العامة في هذا الأمر، منها:

-قراءة التعليمات المرفقة بالجهاز .

-العناية بنظافة الأجهزة .

-حسن استعمال الأجهزة وعدم تحميلها أكثر من طاقتها .

وهناك بعض التعليمات عند استخدام بعض الأجهزة الكهربائية:

الثلاجة: للحفاظ على سلامة الثلاجة ، يراعى ما يلي:

-وضع الثلاجة في مكان بعيد عن الحرارة ، وترك مسافة بينها وبين الحائط .

-إذابة الثلج المتراكم داخلها أولا بأول، ولا تستخدم سكينًا حادًّا في ذلك؛ كي لا تثقب الأنابيب فيتسرب غاز التبريد (الفريون) فيضطر إلى تغيير علبة التبريد .

-تجنب فتح الباب مرات عديدة، أو تركه مفتوحًا كأن يفتحها كل من يريد أن يشرب، فالأفضل وجود إناء كبير للشرب خارج الثلاجة.

-عدم ملء الثلاجة بأكثر مما تتسع .

-عند السفر تنظف الثلاجة، و تفصل عنها الكهرباء، ويترك الباب مفتوحًا .

-اختبار سلامة الإطار الفليني على الباب من آن لآخر، ويتم ذلك بوضع ورقة بين إطار الباب وجسم الثلاجة، فإذا فتحت بسهولة دل ذلك على وجوب تغيير الإطار .

-ضبط درجة تبريد الثلاجة بقدر الحاجة.

-إذا كانت الثلاجة فارغة لسبب أو لآخر فلا داعي لتشغيلها .

-وضع علبة بها فحم نباتي داخل الثلاجة؛ لتمتص الروائح .

الغسالة: هي من الأجهزة التي وفرت جهدًا كبيرًا كان يبذل في غسل الملابس؛ لذا يجب المحافظة عليها، وترشيد استهلاكها، ومراعاة الأمور التالية:

-التأكد من سلامة التوصيلات الكهربية، ووضع عازل مطاطي أو خشبي للوقوف عليه أثناء التشغيل؛ لتجنب حدوث أية صدمة كهربية .

-بعد الانتهاء من الغسيل يفرغ الماء من الغسالة عن طريق الخرطوم، وتنظف جيدًا من آثار الماء والصابون، وتوضع في مكان خاص بها .

-عدم نقع الملابس في الغسالة لفترة طويلة؛ لأن ترسب الأملاح والصابون على جدرانها يسبب تآكلها، ويفضل النقع في إناء منفصل .

-استعمال ماء دافئ نقي في الغسيل .

غسالة الأطباق: يجب مراعاة الأمور التالية للمحافظة عليها:

-يراعى استعمال الماء النقي الدافئ.

-إزالة بواقي الأطعمة المحروقة من الآنية قبل وضعها في الغسالة .

-توضع الأكواب والأطباق بعيدة عن بعضها؛ بحيث تتعرض لأكبر كمية من الماء.

-وضع كمية مناسبة من المنظف؛ حتى تتكون رغوة تكفي لعملية التنظيف، أما الكمية القليلة فهي لا تكفي التنظيف الجيد .

البوتاجاز وسخان الغاز: للمحافظة عليهما يجب مراعاة الأمور التالية:

-عدم تسرب الغاز لتجنب الحوادث و الأخطار؛ لذا يجب التأكد من طريقة إشعاله، وسلامة خرطوم الغاز الموصل للجهاز وجودة تركيبه .

-عند انطفاء الشعلة فجأة يجب عدم إشعال أي لـهب أو ثقاب، بل يغلق أولا مفتاح الغاز، ويهوى المكان .

-تنظيف البوتاجاز من الخارج والداخل؛ حتى لا تتسبب بقايا الأطعمة في انسداده.

مفرمة اللحم: يراعى ما يأتي:

-إذا كانت المفرمة يدوية تغسل أجزاؤها بالماء والصابون جيدًا وتجفف، أما إذا كانت كهربية فتغسل أجزاؤها عدا الجزء الخاص بالموتور، فيفصل عنه الكهرباء، ويمسح جيدًا بقطعة قماش مبللة بالماء والصابون ثم بالماء فقط .

-يسَنُّ سلاح المفرمة من آن لآخر حتى يسهل استعمالها، ويراعى عدم تشغيل المفرمة لمدة طويلة متواصلة ؛ لأن سخونة الموتور تؤدى إلى احتراقه .

-عدم وضع أشياء صلبة كالعظام ونحوها ضمن اللحم، وعدم استخدام ملعقة الخشب في دفع اللحم حرصًا على سلامة المفرمة.

-لا تستخدم المفرمة في غير ما خصصت له .

خلاط العجين: يجب أن تراعى الأمور التالية للمحافظة عليه:

-وضع كمية الطعام المناسبة له .

-عدم تعريض الموتور للماء، ويكتفي عند تنظيفه بقطعة مبللة بالماء .

-لا يشغل الخلاط لمدة طويلة؛ لتجنب تلف الموتور .

-التأكد من توازن الخلاط، فلا يميل إلى جهة واحدة أثناء الدوران .

الخلاط: يستخدم الخلاط الكهربي عادة في عصر الفواكه والطماطم وعمل العصائر المتنوعة، وللعناية به يتبع الآتي:

-العناية بالأسلحة وتنظيفها وتجفيفها .

-يغسل الجزء العلوي فقط، أما الموتور فيمسح بقطعة قماش مبللة؛ لأن الماء إذا تسرب إليه يسبب تلفه .

-لا يستعمل الجهاز لفترات طويلة متواصلة ؛ لأن ذلك يسبب ارتفاع درجة حرارة الموتور مما يؤدي إلى احتراقه.

المروحة: يكثر استعمال المروحة في أوقات الصيف، ولاسيما في الساعات شديدة الحرارة، وللمحافظة عليها وترشيد استخدامها يراعى ما يأتي:

-تنظف من الخارج بقطعة قماش مبللة ناعمة .

-إذا اتسخت الأجنحة الداخلية يمكن فك الهيكل الخارجي وتلميعها .

-عدم تعريض الموتور للماء نهائيا؛ لأن ذلك يتلفه .

-تتم عملية التزييت للمروحة مرة كل سنة بواسطة متخصص.

المكيف: للعناية بجهاز التكييف يجب اتباع التعليمات الآتية:

-عدم تغطية واجهة الجهاز بأي شيء؛ حتى لا يعوق مرور الهواء .

-استعمال سلك كهربي متين ووصلات كهربية قوية؛ لتتحمل قوة سحب الجهاز .

-تستعمل المكنسة الكهربية عند تنظيفه؛ لامتصاص الأتربة .

-يغير لوح تنقية الهواء من وقت لآخر حسب التعليمات المرفقة بالجهاز .

-إذا صدر من الجهاز أى صوت غريب يجب فصل التيار الكهربى في الحال، ويعرض الجهاز على متخصص.

المكنسة الكهربائية: حتى تتحقق سلامتها لأطول فترة ممكنة يتبع الآتي:

-تفريغ كيس الغبار كلما امتلأ إلى نصفه .

-تنظيف المرشح باستمرار، باستعمال فرشاة ناعمة، ثم تمسح أجزاء المكنسة الداخلية .

-يجدد الخرطوم المطاطي إذا فقد متانته، أو زاد طوله عن المفروض .

-تشحم المكنسة على فترات بواسطة متخصص .

المكواة: يجب اتباع الآتي، للمحافظة عليها:

-تنظف المكواة بقطعة مبللة بماء دافئ وصابون، ولا تنظف بمادة خشنة ؛حتى لا تصيب نعومة سطحها .

-لا تخزن المكواة إلا بعد تمام تبريدها، ثم يلف السلك من حولها .

-يفصل التيار الكهربي عنـد ملء خزان المكواة بالماء، أو تفريغه.

-يفضل استخدام ماء نظيف مقطر في ملء الخزان؛ وذلك لضمان عدم تسرب أية أملاح قد تتسبب في تلفه، أو تقلل من سرعة التبخر .

-وضع المكواة في الوضع الذي نضمن به عدم وقوعها أثناء التشغيل .

-تدهن المكواة بطبقة من الفازلين أو الشمع لمنع الصدأ، وذلك إذا تركت فترة بدون استعمال، ويمكن استعمال الصنفرة الناعمة لإزالة الصدأ.

ماكينة الخياطة: من الأجهزة الضرورية التي يفضَّل تواجدها في البيت، وللعناية بماكينة الخياطة والحفاظ عليها، تراعى الأمور الآتية:

-تغطيتها عند عدم الاستعمال، وتزييتها بانتظام بواسطة الزيت الخاص بها .

-يزال الزيت الزائد و الأتربة المتراكمة؛ حتى لا تتسخ الملابس أثناء خياطتها .

-استخدام الخيط المناسب، وضبط اتجاه النسيج؛ لتسهيل عملية الخياطة .

-استخدام الإبر الخاصة بأنواع النسيج المختلفة .

-الحفاظ على توازن الدواسة أثناء الضغط عليها بالقدم (عند عدم وجود موتور)، بحيث تكون القدمان أفقيتين عليها، وتكون القدم اليمنى على الركن الأسفل من الناحية اليمني، والقدم اليسرى على الركن الأعلى من الناحية اليسرى. وعند تشغيل الماكينة بموتور كهربي يستغنى عن هذه الدواسة، وتستخدم دواسة الموتور .